Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
16 avril 2016 6 16 /04 /avril /2016 00:35

 

 وداعا سيد أحمد...
عندما تتدافع الأفكار و المشاعر و الذكريات ، نعجز دائما عن التعبير و نتلعثم قولا و كتابة ، منذ سمعت نبأ وفاة رفيقي و سندي و أستاذي أحمد ابراهيم ...لم أجد ما أكتب و لا ما أقول حتى الذين كانو يعزونني من الزملاء ومن الأصدقاء و من الرفاق كنت صامتا فماذا عساهماأن يقولا اثنين فقدا نفس العزيز ...
سيد أحمد كان سندي منذ وضعت قدمي الاولى في حركة التجديد كان يحفزني و يدفعني الى الأمام يأخذ بيدي كما أخذ بيد الكثيرين ممن أعرفهم ..بتواضعه المعهود و ابتسامته العريضة و نفسه التوحيدي ، كان قياديا باتم ما في الكلمة من معنى مترفعا عن التفاصيل العابرة ، لا يجامل في المبادئ و الجدية ، صادقا بشهادة خصومه قبل أصدقاءه و رفاقه .
سيد أحمد آخر القلاع التي ربطت العمل السياسي بالأخلاق و النزاهة في محيط ملوث بتجار السياسة ...كان يمقت التلاعب و الالتواء في المواقف و الضبابية و رغم ذلك لا يعرف اليأس فكلما أصابنا احباط او ياس من الوضع العام او الخاص كان يدفعنا الىثالامام بجرعة أمل و اصرار على الفعل و التغيير .
سيد أحمد لم يكن سندي و مشجعي و معلمي في السياسة فقط بل أيضا في الكتابة الصحفية فقد فتح لي المجال للكتابة و النشر و كان يعلق على ما أكتب بنقده القاسي أحيانا و بثنائه الثمين و انا اعرف انه لا يجامل اذا تعلق الامر بالعمل الجدي.
واكبته وعايشته في مختلف هياكل الحزب في أنشطة الشباب و الهياكل القيادية كان ابعد ما يكون عن الانحياز و الاقصاء توافقيا يحسم حين يجب الحسم دون مجاملة .
سيد أحمد لم يكن يبحث عن مجد شخصي او حسابات ضيقة فقد كان يقول دائما أن " محلنا من الاعراب هو خدمة الوطن لا الوطنية الحزبية " ...
واكبته و عايشته في اتصاله المباشر بالمواطنين و أبناء الشعب من الجنوب التونسي الى شوارع و اسواق العاصمة كان بتواضعه و عفويته محل قبول من الناس اينما حل دون حواجز و لا حراسة و لا مرافقة او خوف ولم نكن نتردد حين نقدم انفسنا للناس نحن ابناء التجديد / ثم المسار ..حزب حمد ابراهيم ..
حين أخذ مسافة عن العمل الحزبي كنت اتواصل معه في الفترات التي اصل فيها الى مفترق طرق و كان يعيد لي في كل مرة الامل في ان يكون القادم أفضل و لا يتوانى في النقد الاذع للجميع دون مجاملات زائفة .
سيد أحمد حين داهم جسده المرض لم ينل من اتقاد فكره و عزيمته و طاقته في العمل فركز بشكل بارز على قضية لطالما كانت من أولوياته ولها مكانة خاصة عنده القضية الفلسطينية حيث أصر و عزم على تنظيم الذكرى الاربعين ليوم ألارض بحضور صديقه المناضل الفلسطيني أحمد بركة و نجح في تنظيمها و رفعت من معنوياته الشيء الكثير وقدم قراءة عملية لاسناد شعبنا في فلسطين و مقاطعة و عزل الصهاينة .
سيد أحمد صاحب مقولة ان بعد العسر يسارا كتب عن توحيد اليسار بعد أن مارس في محاولات عديدة رص صفوف العائلة اليسارية و التقدمية سواء في اطار المبادرة الديمقراطية او تحالف المواطنة و المساواة او القطب الديمقراطي الحداثي او مشروع المسار و لاخر رمق لم يدب الياس اليه في استحالة توحيد واسع لقوى اليسار المؤمنة بالديمقراطية و العدالة الاجتماعية .
سيد أحمد اليوم شيعناك الى مثواك الاخير حملت نعشك على كتفي صحبة رفاق و رفيقات مخلصين و كنا نحمل رفيقا و ابا عزيزا فارقنا جسدا و لا يزال مكانه في قلوبنا و لا زلنا أوفياء لخطك المتميز بالصدق و النزاهة و نظافة اليد ..خضر مرابعنا ، زرق سناجقنا ، بيض أيادينا بيض أيادينا ...بيض أيادينا .
بكيتك و أنا اصغي لكلمات تابينك و نحن ننزل جسدك الطاهر الى القبر ..كما بكاك ابنائك المخلصين .
ستضل بيننا فكرا و مشروعا و تضل ابتسامتك بين أعيننا تزرع فينا الامل كلما ضاقت السبل .
وداعا سيد أحمد

ابنك و رفيقك محمد المناعي

15/04/2016/12:44

وداعا سيد أحمد ...
وداعا سيد أحمد ...
وداعا سيد أحمد ...
Partager cet article
Repost0

commentaires

Présentation استقبال

  • : Manai Mohamed
  • : مدونة فكرية منفتحة على الواقع اليومي المعاش ... من أجل ثقافة أكثر عقلانية
  • Contact

Recherche بحث

Liens روابط