Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
31 juillet 2011 7 31 /07 /juillet /2011 11:57

شباب حركة التجديد في عمل ميداني  "دار- دار " بقفصة : اصغاء لمشاغل المواطن وتفكير مشترك في البدائل

267622_2243351292835_1519686764_32479280_2146315_n.jpg 

في ظرفية متوترة تعيشها مدينة قفصة خاصة بعد المواجهات العروشية التي حدثت وفرض حظر تجول على المدينة ليلا ، أصر شباب حركة التجديد على ان يتواجدوا بالمدينة بين مواطنيهم .تجمعوا من مناطق مختلفة من الجمهورية على غرار منوبة وتونس و مكثر وزغوان و كندار اضافة الى رفاقهم من مناضلي الحركة بقفصة وكلهم عزيمة على ان يكونوا جنبا الى جنب مع أهالي المدينة في قطع مع أساليب العمل السياسي التقليدي و ابتكار وتجديد لأليات تجعل من السياسي ميداني بالاساس يعيش في صلب هموم المواطن يحاوره وجها لوجه ويحس الامه يحمل له الفكرة والمعلومة ويساعده على بناء موقف سياسي يمكنه من اتخاذ قرار المشاركة في الحياة السياسية و يخرجه من دوامة الاقصاء التي عاناها في ظل النظام البائد ومن خطر الاستقالة واليأس من المشاركة السياسية الذي يتهدد فئات كبيرة مترددة في الانخراط بعد في بناء ديمقراطيتنا الناشئة ...في هذا الاطار زارت مجموعات من شباب التجديد أحياء مختلفة من مدينة قفصة " دار – دار " واتصلوا مباشرة بالمواطنين وقاموا بمعاينة الوضع المزري الذي يعيشه السكان في عدة احياء حيث كان المشهد يغني عن السؤال و يبعث على اطلاق صيحة فزع لإنقاذ هذا الجزء من الوطن الأكثر تهميشا ، في عدة أحياء على غرار " حي الفلوجة "  تنتفي صفة الحي وملامح المدينة تماما، أكواخ و مباني متداعية للسقوط ، مباني عبثت بها معدات السلط المحلية بتعلة البناء الفوضوي ... مئات الأسر في وضع لا انساني لا يتوفر لها ابسط مرافق العيش ، السكن لا يحمي ساكنيه من برد ولا من حر وغياب الماء الصالح للشراب و حتى مصدر الشرب البعيد هو مياه آسنة غير صالحة للشرب البشري ... الكهرباء غائب تماما وفوق ذلك يخيم شبح البطالة الذي يعتبر قاسما مشتركا بين أهالي قفصة حيث يكاد لا يخلوا منزل من عاطل عن العمل في ظل تعطل المجهود التنموي واختلاله منذ سنين و تهميش سياسي ومحاولات لتعكير التماسك الاجتماعي وتحويل وجهة الحماس النضالي لأهالينا في قفصة نحو تأجيج النعرات العروشية والحال ان الجميع في الفقر سواء وفي التهميش سواء ...وفي الأمل أيضا

شباب حركة التجديد كان حاضرا في كل الأحياء بترحيب ملفت من الأهالي يكشف حجم الثقة القائمة بين الحركة و جهة قفصة التي بنيت منذ مدة كان فيها لحركة التجديد حضور في ابرز المحطات النضالية التي قادها ابناء قفصة والحوض المنجمي لذلك كان الاستقبال ملفتا لمجموع الشبان الذين زاروا اهالي المدينة في منازلهم ووقفوا على حجم مأساتهم يستشعرون مشاغلهم وهمومهم و يفكرون معهم على الميدان في الحلول الممكنة و فوق ذلك يحفزونهم على المشاركة السياسية في المحطة الانتخابية القادمة بالتوجه للتسجيل في القائمات الانتخابية و التعرف على الأطراف السياسية واختيار المشروع الأكثر تعبيرا عن طموحاتهم وهي فرصة للتعرف على مبادئ الحركة والتعبير عن تصورهم للحلول الممكنة لحل الاشكاليات التنموية والاجتماعية العالقة مع وعد من الشباب التجديدي بأن تؤخذ اقتراحات المواطن بعين الاعتبار في تسطير البرامج و البدائل التنموية للجهة لكي تكون البدائل نابعة من المواطن ذاته .

رغم تواصل توتر الأوضاع الأمنية كانت حركة التجديد مرحبا بها وبشبابها في أحياء ومنازل اهالي قفصة في اعادة بناء للثقة بين السياسي الميداني الصادق والمنحاز للفئات المهمشة و الجهات المحرومة ...وبين المواطن الباحث عن قدر من الجدية في طرح بدائل لمشاكل الجهة العالقة منذ سنين وتشريكه في صياغتها .فتحية الى اهالي قفصة على حسن الاستقبال و كل الشكر لشباب حركة التجديد على الروح النضالية .

محمد المناعي

نشر بالطريق الجديد

 

267437_2243343772647_1519686764_32479236_3733713_n.jpg

269117_2243347692745_1519686764_32479256_981199_n.jpg

 

284617_2243366213208_1519686764_32479342_6936196_n.jpg285132_2243342892625_1519686764_32479234_1754646_n.jpg

Partager cet article
Repost0
24 juin 2011 5 24 /06 /juin /2011 15:00

لا تنمية شاملة بدون ديمقراطية محلية وجهوية

من ابرز الاشكاليات الاقتصادية التي تردت فيها البلاد التونسية والتي كانت ثورة الشعب التونسي نتيجة طبيعية لإستفحالها هي اشكالية التنمية الشاملة والعادلة ، هذه الاشكالية تتخذ المظهر الاقتصادي و تمتد جذورها عميقا في ما هو اجتماعي وسياسي ، فغياب تنمية عادلة بين الجهات يعكس اختلالا اجتماعيا يقوم على التفرقة في الامتيازات والمرافق و الخدمات الاجتماعية الموفرة من جهة لأخرى و يكرس بدوره اختلالا مجاليا بين اقاليم ساحلية لها النصيب الاوفر من التنمية و اقاليم داخلية مهمشة  تعيش على فتات تنموي واستثمارات هشة تحمل فشلها في طبيعتها وفي علاقتها بالمجال المتوطنة به بحيث تكون مسقطة غير متجذرة ... هذه الاستراتيجية التنموية تعكس فشلا سياسيا وتتحمل تبعات المركزية في التسيير وغياب الديمقراطية المحلية والجهوية التي تنطلق من الجهة وخصوصياتها ، فقد سادت القرارات الفوقية المركزية التي تنطلق تحت تسميات مختلفة على شاكلة المشاريع الرئاسية والتي كانت دائما يخطط لها في المركز وتستفيد منها الأقليات المتمعشة في الجهات ... من هنا كان الاتجاه التنموي العام يحمل في طياته بذور الاختلال بل راهن على هذا الاختلال ويبدو ذلك جليا في المثال الوطني للتهيئة الترابية لأواسط التسعينات الذي خط المسار التنموي للفترة التي تلته ، فقد هدف صراحة لخلق قطب اقتصادي يتمحور حول اقليم الساحل والعاصمة ذو تنافسية عالمية صناعيا و سياحيا و له النصيب الأوفر من البنى التحتية والتجهيزات و يمثل مركز استقطاب لثروات بقية الأقاليم سواء الثروات الطبيعية المنجمية وغير المنجمية أو الثروات الفلاحية أو الثروة البشرية باحتكاره الأقطاب الجامعية والمؤسسات ومراكز البحث و مثل واجهة تونس في علاقتها بالأقطاب الاقتصادية العالمية عبر شبكة الموانيء والمطارات ...

خلق هذا الرهان واقعا مجاليا واجتماعيا واقتصاديا مختلا بين الساحل والداخل و بين العاصمة و الساحل وبقية المجال ولم يكن للهياكل الجهوية والمحلية الغريبة عن مشاغل الجهات التي تسيرها سوى اجترار القرارت المركزية و تأبيد مناصبها بتزيين الوضع الاقتصادي و التعامل مع المشاريع و البرامج تعاملا سياسيا الفيصل فيه الولاء السياسي في شكل ترضيات بقطع النظر عن الجدوى الاقتصادية للبرامج والمشاريع و مثلت المجالس الجهوية والمجالس البلدية و القروية رجع صدى لإرادة الوالي المنصب من قبل رئيس الدولة وبقي شاغل المواطن واشكالات المنطقة اخر ما يمكن التفكير فيه ...

ان هذا الواقع يمكن ان يتكرر ما لم يتم التعامل مع الإشكاليات الجهوية  تعاملا ديمقراطيا تشارك فيه كل الأطراف المعنية محليا و جهويا في هياكل منتخبة انتخابا مباشرا وتعدديا تضمن المشاركة الشعبية المباشرة في تسيير الشان العام وتكرس الممارسة الديمقراطية و الرقابة على الهياكل التسييرية على مستويات مختلفة بدئا بجهاز مراقبة من الدولة يكفل شفافية التعاملات المالية والصفقات و المصاريف وصولا الى مراقبة ذاتية داخل المجالس البلدية و الجهوية ...من قبل الأطراف السياسية المتنافسة فضلا عن مراقبة المواطن اليومية حيث تضمن مشاركته ترشحا وانتخابا للهياكل التي يتعامل معها يوميا مباشرة حافزا له للإهتمام بالشان العام و القيام بدور الرقيب ...

على المستوى التنموي تعتبرالمراهنة على الامركزية في القرار التنموي والديمقراطية في التسيير ضامنا لفسح المجال امام كل جهة لدراسة الاشكاليات العالقة و الامكانات البشرية والطبيعية والثروات الممكنة أخذا بعين الاعتبارات والخصوصيات الجهوية بحيث يقرر ابنائها حلولا لإشكالات يعايشونها دون اسقاط لقرارات تنموية فوقية مركزية ، كما يساهم الخيار التنموي الديمقراطي الجهوي والمحلي في خلق مشهد اقتصادي ومشاريع تنموية متجذرة في محيطها تستغل وتثمّن مهارات أهلها و الثروات المتوفرة وتدعم الاقتصاد العائلي والمؤسسات والمشاريع الصغرى التي تثبّت السكان و تخلق مواطن شغل اضافية فضلا عن استقطاب استثمارات وطنية واجنبية تأخذ بعين الاعتبار حاجيات سكان الجهة مع اخذ الدولة بزمام المبادرة في بعث مشاريع نموذجية في المجال الفلاحي والسياحي والصناعي يمثل حافزا للإستثمار الخاص و دافعا لقاطرة التنمية بالجهة .

ان التنمية الشاملة المنشودة لا تكون الا بتلازم تنمية القطاعات الاقتصادية مجتمعة بشكل متوازن ، كما لا تكون الا بتلازم التنمية الإقتصادية و الاجتماعية بحيث يقاس نجاح المجهود التنموي بانعكاساته الاجتماعية و بمراعاته لمصلحة الأجيال القادمة وهذا يمر حتما عبر لامركزية في التسير وديمقراطية محلية وجهوية و تنمية عادلة ومتوازنة بين الجهات وداخل الجهات في تلازم بين المشروع السياسي الديمقراطي والمشروع التنموي الشامل.

محمد المناعي

 

Partager cet article
Repost0
16 juin 2011 4 16 /06 /juin /2011 16:31

التأخر في محاسبة المتورطين يعرقل المسار الثوري

العدالة الانتقالية والصحوة الشعبية من ضرورات المرحلة

trubinal-tunisie-17032011-300.jpg

كثيرة هي الأحداث التي تبدو في ظاهرها على شاكلة الثورات ولكن تتردى في تكرار واسترجاع الماضي واجترار نظم وممارسات سابقة تجعل من الثورة أبعد مصطلح لوصفها ...ثورة تونس انطلقت من قطع راس الفساد و راس النظام القديم كخطوة أولى وضرورية  وهامة ان لم تكن الأهم ...ذهبت أشواطا في العمل على القطع مع المنظومة التشريعية السابقة و محاولة القطع السياسي مع الماضي ...ليس بمجرد الاسهال الحزبي الذي لا يتطلب ثورة بل مجرد انفراج ... بل بايجاد ارضية للتوافق حول بناء مستقبل سياسي لتونس يقطع مع ماضيها الدكتاتوري ، استفاقة شعبية واعتناء بالشأن العام تمثل بادرة للقطع مع الاستقالة الجماعية التي طبعت الفترة الماضية والتي لم تفسح المجال سوى للإنتهازيين و الناهبين والعسس ...

لكن الثورة كسياق متصل وليست كحدث زائل لا تزال في مراحلها الأولى ولن تكون نهايتها بارساء نظام سياسي ديمقراطي بل مراحلها الختامية بالقطع مع عقلية و نفسية الإنسان التونسي القديمة و تعويضها بسلوك التعايش الجماعي والاعتراف بالأخر وقبوله و التضامن النابع من الجوهر و التسامح النابع من القناعة و الوعي بان الشأن العام شأن كل تونسي لا شان من هو في السلطة مع بناء رابط من الثقة مع الفطنة والمراقبة والمحاسبة .

المحاسبة هي ذلك المسار الذي فشلت فيه تونس ما بعد 14 جانفي وهو ما يعمق يوما بعد يوم الهوة بين المواطن وبين النخب السياسية التي أخذت على عاتقها عملية الاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي و تحقيق اهداف الثورة وحتى تلك التي تحملت مسؤولية تسيير شؤون الدولة مؤقتا مع اهتزاز الثقة في المؤسسة القضائية والامنية و يصل الأمر الى عدم الارتياح للتشكيلة الحزبية الطويلة التي تدافع عن برامجها ولا تلح في فتح ملفات الفساد و سفك الدماء و محاسبة الفاسدين والمتورطين في عصابات التجمع السابقة وكأن لسان حال الجميع يقول عفى الله عما سلف ...لن يعفو الشعب عما سلف وسيضل يلح على محاسبة كل من كانت يده ملطخة بدماء هذا الشعب وكل من تمعش بأموال البلاد وفقّر شعبها ودمر مستقبل شبابها و أخرس ألسنة عقلائها ومناضليها ...من العصابة التي تواترت على الحكم الى العسس صغار مصاصي الدماء الذين امتهنوا الوشاية و كيد المكائد والدسائس لكل مواطن شريف لم يرضى الانغماس معهم في دوامة المتاجرة بمصير الشعب ...

ما يهم اليوم هو خطوات عملية على طريق المحاسبة كخطوة ضرورية قبل اي نوع من انواع المصالحة لكن هناك واقع يتميز بمؤسسة أمنية لا تزال على حالها الأول ومؤسسة قضائية لا تزال مرتبطة تشريعيا بالسلطة التنفيذية و يخشى اغلب القضاة من فتح ملفات الفساد خوفا من فتح ملفاتهم هم انفسهم ...حكومة تؤجل البت في عدة قضايا متعللة بان القضاء هو الفيصل و بتفجير الوضع الأمني ...ومواطن اهتزت ثقته بكل هؤلاء فلم يعد يرى في الثورة تغييرا يذكر ما دامت امواله التي نهبت لا تزال في البنوك الأجنبية و العصابة التي مصت دمائه و قتلت ابنائه لا تزال طليقة تجوب الشوارع و تجلس في المقاهي بل وتؤسس احزابا و تستعيد الحلم بكرسي الحكم ...

يبدو ان لا حل لمثل هذا المأزق غير عدالة انتقالية ربما تتمثل في تكوين لجنة قضائية تتركب من بعض القضاة النزهاء تحدث توافقيا بين جميع الأطراف السياسية و الهياكل النقابية الممثلة للقضاة توكل لها مهمة مسك الملفات العاجلة للمتورطين في قضايا فساد مالي او قضايا اطلاق النار على الأبرياء وقضايا التعذيب و تعمل في استقلالية عن السلطة التنفيذية وتفتح المجال لشهادات المواطنين ولكل الملفات التي تم جمعها سواء من لجنة تقصي الحقائق او من المحامين ومن عامة الشعب ... وهذا ممكن جدا ولا يتطلب الوقت الذي يتطلبه اصلاح كامل المنظومة القضائية او بناء الشرعية السياسية التي يمكن ان تطول و تندثر معها ملفات الاجرام في حق هذا الشعب .ومع المحاسبة القضائية لابد من محاسبة شعبية ليست بالانتقام بل بالعمل على تهميش كل من تورط في منظومة النظام السابق سياسيا وخلق فراغ شعبي من حوله واحياء الذاكرة حتى ولو فتحت لهم بعض الأحزاب مصراعيها لتنظيف ماضيهم و الظهور بحلة جديدة في تلاعب بذاكرة التونسي ...الذي سيتربص بهم في كل دكان فتح لهم يذكرهم بماضيهم ويعتبر من ظلمهم و يتقي غيرهم من اللصوص الناشئة .

 

محمد المناعي

10.jpg

Partager cet article
Repost0
15 juin 2011 3 15 /06 /juin /2011 21:24

 

التوطن الضاحوي بالمدن الكبرى يطرح اشكالية الانتماء للمجال وممارسته : مثال ضاحية المرناقية

محمد المناعي: باحث في الجغرافيا الحضرية وعلم رسم الخرائط

 

على المستوى الرمزي يعتبر التوطن الضاحوي إحدى الطرق المعاصرة لتملك المجال[1]  وخلق مجالات ترابيّة  متماهية مع المجالات الحاضرية (دوبواتان ، شالاس ،    ( Dubois-taine, G., Chalas, Y., (1997)، فقد أدى نمو المجالات الضاحوية الى عملية تتريب المدينة وخلق مجالات ترابية جديدة أين يشترك السكان في الانتماء للحاضرة رغم اختلاف مجال التوطن بين المركز والضاحية ، بالرغم من الطابع التمييزي الاقصائي الذي تمارسه المجالات المركزية على مستوى الاندماج الاقتصادي والملكية ، وتظل الملكية أساس الإحساس بالانتماء لمجال معين ضاحوي كان أم مركزي في الوقت الذي أصبح فيه  حلم الملكية غير متاح للجميع بل أصبحتمييزي(كافالاس وسيلو ،  et Selod, H., (2003 Cavalhes, J.) نتيجة رسملة المجال وعولمة النظرة الربحيّة له كقيمة اجتماعية جديدة للتعامل مع الأرض ، فلانتماء للمجال الضاحوي  من عدمه أصبح رهين منطق عقلاني يجمع بين ضعف القيمة العقارية للأرض والقرب من محاور النقل وتوفر الأمن والرفاهية بقطع النظر عن البعد الرمزي والانتمائي للمجال.

فقد دفعت حركية السكان الى اضعاف التعلق بالمجال وتأكيد الانتماء اليه كما أدت الدينامية الاقتصادية والمجالية الى سرعة التغير المشهدي والمجالي والقضاء على الصورة الذهنية للمجال لدى ساكنيه بالقضاء على معالمه المميزة ، فالمجالات الزراعية سرعان ما تحولت الى مجالات ضاحوية  تطغى على صورتها الأحياء السكنية والمناطق الصناعية طامسة ملامحها الأولى ومنتجة ملامح سريعة التغير في الواقع وفي التمثّل والتصوّر.

كما يتحول التدخل في المجالات الجديدة والتحكم فيها عبر طرق تهيوية مختلفة الى عملية مراكمة توسيم هذه المجالات بسمات خاصة كإحدى أدوات تملّكها ( دي ميو ،  Di Méo, G., (1998)) حيث تتميز المجالات الضاحوية بضعف التدخل التهيوي من ناحية وتنوع وتعدد المتدخلين من ناحية أخرى مما أدى إلى إلغاء السمات الثابتة للمجال والبحث عن النجاعة الاقتصادية على حساب الجانب الرّمزي.

تطرح إشكالية الانتماء للمجال الضاحوي الهدف من التوطن وتصور المجال الضاحوي ، من ناحية تمثل ضاحية المرناقية بالنسبة للوافدين من المناطق الداخلية إحدى مكونات العاصمة بكل ما تحمله من خلفيات في أذهان التونسيين ، خاصة وفرة مواطن الشغل وفرة التجهيزات ، مستوى عيش راقي ومتحرر ... وبالتالي يعتبر التركز بالمجال الضاحوي مدخلا للاستفادة من امتيازات العاصمة مقارنة ببقية المجال الوطني، بينما على المستوى العملي تعتبر المجالات الضاحوية ملجأ للفئات الاجتماعية الوافدة من المناطق الداخلية والتي تتميز بهيمنة الفئات محدودة الدخل والمهمشة الباحثة عن العمل والتي أفرزتها الإختلالات التنموية الداخلية والباحثة عن تحسين وضعها المعيشي والجمع بين القرب من المجال المركزي للعاصمة والحصول على سكن بسعر أرض منخفض ، ويتم عادة اختيار المجال الضاحوي دون غيره بناءا على وجود أقارب حيث يبين تتبع مصادر الوافدين ومجالات تركزهم أهمية القرابة والانتماء القبلي ( العروشي ) في اختيار مكان السكن،  حيث تنتشر الأحياء المرتبطة بالألقاب بمجالات مختلفة من ضواحي العاصمة ... وبالمرناقية نلاحظ مثل هذا التقسيم على مستوى الأحياء فنجد تركز "الجرابة" بحي الحبيب وأصيلي بوعرادة وسليانة بحي 7نوفمبر و20 مارس في حين يتركز  " الباجية "بحي النصر ويستقطب حي السعادة وحي الأندلس معظم الوافدين من ولايات تونس الكبرى ...

تتعامل هذه الفئات الوافدة مع المجال بشكل شبه متجانس مع فارق بين أصيلي الجنوب خاصة " الجرابة " وأصيلي المناطق الغربية ، ففي حين يعتبر أصيلي جربة وغمراسن من أهالي الجنوب ضاحية المرناقية مكان استقرار وقتي من أجل العمل حتى ولو دامت هذه الاقامة عدة سنوات مع الحفاظ على علاقة التواصل مع الموطن الأصلي ، يتميز أهالي الشمال والوسط الغربي بالقطيعة شبه الكلية مع الموطن الأصلي مقابل علاقة منفتحة ومتينة مع سكان المجال الضاحوي المنحدرين من نفس المصدر والذي تترجمه العلاقات الخاصة بين الأسر والاحتقانات الاجتماعية التي يهيمن عليها الطابع العروشي والاشتراك في الموطن الأصلي الواحد والتي طبعت المجالات الضاحوية عموما واشتهرت كميزة للمجال الضاحوي بالمرناقية خاصة إلى أواسط التسعينات، وتتميز هذه الفئات عموما بشدة ارتباطها بالمجال الضاحوي و ممارسة هذا المجال بكل تفاصيله ، وتتميز عادة بحالة من القطيعة مع الفئات الأخرى خاصة الفئات المتميزة بانغلاقها الاجتماعي على غيرها من السكان على غرار أصيلي جزيرة جربة و أصيلي صفاقس ( القراقنة والصفاقسية ) وخاصة الوافدين من المجال المركزي لمدينة تونس في شكل هجرة عكسية من الفئات الاجتماعية الميسورة والتي تعيش في قطيعة مع المجال والسكان و تقتصر العلاقة بالمجال الضاحوي على الاقامة . وتبين الخريطة  تباين ممارسة المجال الضاحوي بين وافدي الهجرة العكسية والهجرة الداخلية من خلال مثالين من الأسر .

RRRRRRRRRRRRRRRRRRRRR.png

المصدر : الظاهرة الضاحوية وتحولات المجالين السكني والصناعي بضاحية المرناقية تحت تأثير عامل الحوضرة :مقاربة خرائطية ، بحث لنيل شهادة الماجستير في الجغرافيا ، المؤلف : محمد المناعي ، المشرف : محسن ذياب ، 2010



[1] - Didier, P., (2002). " La presse et l’image des villes : le palmarès des villes en question. ", Lille : Agence d’urbanisme de Lille Métropole, décembre 2002 , 14p.

 

Partager cet article
Repost0
15 juin 2011 3 15 /06 /juin /2011 21:03

   الملوثات الصناعية أبرز اشكاليات الصناعة الضاحوية بالمرناقية

محمد المناعي

MMMMMMMMMMMMM.png

 

بالنظر لغياب مجالات صناعية منظمة ومهيأة قادرة على استيعاب ما تستقطبه ضاحية المرناقية من مؤسسات صناعية  بالاضافة لغياب أدنى مستوى من التجهيز بالمنطقتين الصناعيتين ، تطرح اشكالية التلوث الصناعي في علاقة بتوطن الصناعة داخل التجمعات السكنية على غرارمصنع "سيفاف" الذي تركز بين مساكن حي الرياض المصنف حيا مهيّأ من قبل بلدية المرناقية أو مصنع نجارة الخشب بحي 20 مارس وملاصقة المنطقتين الصناعيتين للمجالات السكنية حيث تقع المنطقة الصناعية المرناقية 2 بين حي 7 نوفمبر وحي التومية وهي أحياء غير منظمة في حين تحيط أحياء أبو القاسم الشابي وبير بن نجيمة والرياض بالمنطقة الصناعية المرناقية 1 التي تم بناء المدرسة الاعدادية أبو القاسم الشابي على جزء من المجال المخصص للصناعة وفق مثال التهيأة العمرانية سنة 1999 .كما يقع مجمع ايناسفود للألبان وتحويل المنتوجات الفلاحية متاخما للمدرسة الاعدادية 20 مارس ولمجال زراعات مروية بهنشير أولاد ماضي وتقع الشركة العامة للمشروبات داخل مجال سكني مهيأ وهو حي الأندلس وحي 20 مارس و التقسيمات السكنية عقارية الحي .

                    التلوث الصناعي بالمرناقية سنة 2009

MMMMMMMMMMMMMMM.png

 

ويتواصل تركز الصناعة خاصة داخل المجال الزراعي وهي صناعات ملوثة اضافة الى استهلاك الأرض الزراعية تقوم بتدمير التوازن البيئي في محيطها ،  وفي هذا الاطار تتركز 3 وحدات للصناعات الكيميائية في عمق المجال الزراعي وهي شركة صناعة سوائل الحماية من الحرائق و شركة بيولشيم للأسمدة و شركة بروشيماد للمواد الكيميائية .

وقد بينت الاستمارة الميدانية أن الصناعة هي المصدر الأساسي للتلوث خاصة الفضلات السائلة التي تلقي بها المصانع بكل من وادي شافرو شديد التلوث ووادي بورقبة والمجاري المائية المجاورة للمنطقة الصناعية المرناقية 1 و مجمع ايناسفود. هذا فضلا عن الفضلات الغازية والروائح الكريهة التي تنبعث من مصانع الجلد والمواد الكيميائية والألبان ومصنع المشروبات الغازية والحليب أو المنبعثة من الأودية المذكورة أو من المصب المهيكل للفضلات ببرج شاكير والتي تعكر البيئة الحضرية خاصة في فصل الصيف هذا الى جانب الضجيج المنبعث من مصنع نجارة الخشب والصناعات الميكانيكية والمعدنية ومواد البناء على غرار مصنع البلاط.

المصدر : الظاهرة الضاحوية وتحولات المجالين السكني والصناعي بضاحية المرناقية تحت تأثير عامل الحوضرة :مقاربة خرائطية ، بحث لنيل شهادة الماجستير في الجغرافيا ، المؤلف : محمد المناعي ، المشرف : محسن ذياب ، 2010

Partager cet article
Repost0
15 juin 2011 3 15 /06 /juin /2011 19:33

حوار بين ماركسي و سلفي يسمي نفسه " السرداب " في منتدى سعودي للفكر السلفي

الموضوع : هل تجتمع الماركسية والاسلام في شخص واحد

 

 

هذا الموضوع كان بطلب من مشرف 3 بعد استنكاره ايمان الماركسي بدين من الأديان وتحديدا الاسلام و طلب مني اضافة موضوع جديد ومع رغبتي في محاورته هو بالتحديد امتنع لأسباب خاصة به نرجو له التوفيق في اختيار من هو اهل بالحوار في هذا الموضوع و انا مستعد منذ هذه اللحظة
وشكرا

المشرف : وافق الدكتور سرداب على المُحاوره في هذا الموضوع
والذي هو بعنوان: "الماركسية والاسلام هل يمكن ان يجتمعان في شخص واحد؟"

وستُحَدَّد لكل مُحاور ثلاث مُشاركات
ستبدأ بصاحب الموضوع، يعرض فيها تصوره وحُججه وأدلته على أن الشيوعية لا تُناقض الإسلام وسيعقبها رد الأستاذ سرداب، إلى أن تنتهيَ الثلاث مشاركات المُخصصة لكل مُحاور

مرحبا بالمحاور في هذا الموضوع ...
لا يمكن ان تكون هناك شروط للحوار الا ادبيات الحوار واخلاقه وبالتالي الاحترام المتبادل ..
ومنطق الحوار يفرض على الذي يرى فرقا ان يبينه في نقاط واضحة للرد عليها اما من يقول بعدم التناقض فهو بكل بساطة دعوة للإطلاع على المنهجين من مصادرهما لكي نستنتج ان لا تناقض بين اهداف ومبادئ النظرية الماركسية ومقاصد الدين الاسلامي وانا بانتظار النقاط الاختلاف
لكي افهم سبب استنكار التوافق.ومرحبا مرة اخرى
ملاحظة : من المفترض ان يكون النقاش ثنائيا مغلقا كما تم الاتفاق مع مشرف 3

موافق على الشروط وسأضع مداخلتي الليلة بإذن الله

 

الشيوعية والإسلام
هل توجد إمكانية للجمع بين الشيوعية والإسلام فنقول مثلا ماركسي مسلم أو شيوعي سُني ؟
هذا الأمر لا نملك نحن المُسلمون الإجابة عليه فإخراج الناس من مِلة الإسلام أمر بالغ الخطورة وكما يقول شيخ الإسلام ابن تيْمِيَة رحمه الله:- "والذي نخْتاره أن لا نُكفِّرَ أحداً مِنْ أهلِ القِبْلَة " درء تعارض العقل والنقل 1/ 95
وأيضا الشيوعي لا يملك الإجابة على هذا السؤال
الوحيد الذي يُقرر الإجابة ويملكها هي الشيوعية نفسها هي المذهب ذاته ومِن مصادره المُعتمدة
وهذا الأمر شبيه الصِلة بشخص يقول أنا كاثوليكي مسلم
فالمعيار هو المذهب إذا كانت الكاثوليكية تقول أن المسيح هو الله فعليه أن يختار بين الكاثوليكية والإسلام وإلا فهو كافر بالكاثوليكية كافر بالإسلام
فالمعيار هو المصدر وليس دعاوى الأشخاص

قبل الخوض في المسألة ألفت انتباهك إلى أن لا وجه مقارنة بين مسلم ماركسي ومسلم كاثوليكي الأول انسان يجمع بين ايمان ديني و منهج وضعي في تسيير امور الدنيا والثاني يجمع بين معتقدان لا يجتمعان لأنهما دينان ومعتقدان ولكل حقائق ثابتة ومطلقة لا يتنازل عنها لإعتقاده بقداستها .أما الماركسية فهي منظومة افكار وضعها الانسان ووضع فيها نسبيتها أي لا قداسة فيها بل فكرة اما يقبلها العقل او يتجاوزها دون أي اشكال . هذا للتوضيح فقط.

في دائرة المعارف السوفيتية المجلد الأول ص46:- ( س:- هل يمكن قبول عضوية متدين في الحزب الشيوعي ؟
ج:- كلا لا يمكن ذلك فإن فلاديمير لينين مؤسس الحزب الشيوعي في الإتحاد السوفيتي كتب عام 1905 ما يلي :- نُصِّر على اعتبار الدين مسألة خاصة فيما يختص بالدولة ولكننا لا نستطيع أبدا أن نعتبر الدين مسألة خاصة بالنظر إلى حزبنا .. وتعارض الفلسفة الماركسية التي يعتنقها الشيوعيون التعاليم الدينية فليس هناك شيوعيون يؤمنون بالله ) . انتهى كلام الموسوعة
وتقول الموسوعة في مكان آخر :- ( علينا أن نوضح باستمرار أن الأغلبية العظمى من الشعب السوفيتي ملحدون ). وهذه الموسوعة مُعربة عن طريقة وكالة نوفستي للأنباء في موسكو
وفي المادة 52 من الدستور السوفيتي الجديد سنة 1977 :- الدولة ترعى الإلحاد العلمي وتحرم تلقين الدين مِن قِبل أي جهة
في القاموس السياسي السوفيتي الصادر في موسكو طبعة سنة 1967 تحت كلمة دين نجد هذا التعريف :- ( الدين فكرة وهمية نشأت في أذهان الناس مِن قوة خارجة تسيطر عليهم .)
وفي نفس القاموس السياسي تحت كلمة إسلام نجد هذا التعريف :- ( الإسلام يبرر الظلم الإجتماعي ويصرف الناس عن الكفاح الثوري

الفكر الماركسي مرجعه كتابات كارل ماركس وفريديريك انجلس وتعتبر اجتهادات الساسة فيما بعد مثل لينين وتروتسكي وماو تسي تونغ محاولات للتطبيق والتعامل مع الواقع تجاوزت في عدة احيان مبادئ الماركسية والامثلة عديدة ربما ابرزها قيام الثورة البلشفية في الاتحاد السفياتي في مجتمع بدائي اقطاعي لا كما وضعها ماركس والتي يجب ان تكون مرحلة تلي الراسمالية لتكتمل شروط قيامها وان اردت سقنا اخطاء التطبيق فهي عديدة ...
وانت تعلم ان اخطاء التطبيق ليست دليلا على فشل النظرية ... وتاريخنا العربي الاسلامي يشهد بذلك فظهور التشيع الاسماعيلي والازارقة الخوارج الداعين للعنف المنظم والحشاشين في بلاد فارس و دولة صالح بن طريف والقرامطة و غيرهم كثير في التاريخ الاسلامي وما جائت به من انحراف في العقيدة ليست دليلا على تشوش الاسلام وعدم امكانية التوحد حول كلمة واحدة وليس دليلا على فشل الاسلام كمنهج بل كل تجربة يتحمل اصحابها ازر نجاحها وفشلها انطلاقا من الدولة الاموية كأول تجربة للدولة ذات المؤسسات الى التجربة الخمينية التي يقول اصحابها انها مثال لنجاح الاسلام كدين ودوله .لم ولن تكون اخر تجربة للإسلام في الواقع وللماركسية في الواقع.

 

والدين في نظر ماركس يمثل أفيون للشعوب ( وهذا ذكره بالحرف في مقال له عن هيجل ) فالدين يغل يد الشعوب عن الثورة والتذمر فالدين أنشأته البرجوازية حتى تضمن عدم ثورة البروليتاريا (1)... والدين في نظر ماركس يُكرس الملكية الخاصة ويدافع عنها لذا فالدين يقف حجر عثرة في وجه الماركسية

من هنا ينطلق جوهر المسألة فقول ماركس "الدين افيون الشعوب زفرة الانسان المظطهد " لنلقي نظرة بسيطة على الكنيسة المسيحية خلال القرن التاسع عشر وقبله وخلال العصور الوسطى بأكملها حين كان رجال الدين يبيعون صكوك الغفران للمؤمنين بالمسيحية يوهمونهم بان غفران الرب يكون بمجرد الاعتراف بالخطيئة ودفع مقابل للكنيسة باعتبار ان رجال الدين ورثة المسيح في الأرض كما كانوا يوهمون الناس ... ونتيجة لذلك اصبحت الكنيسة الطرف الأكثر ثراءا في وقت ينتشر فيه الفقر والفاقة والأوبئة ولا تقدم الكنيسة أي دعم او مساعدة وتوهم الناس بان فقرهم في الحياة سوف يتحول الى غنى في الملكوت أي الجنة ...
ولا يوجد عاقل لا يقول ان هذا السلوك تخدير للناس و امل الجنة هو زفرة الانسان المظطهد أي الأمل الوحيد له بعد فقدان كل امل في الدنيا ...رغم ان المسيحية تحث على المحبة
ولقائل ان يقول لكن هل الدين المسيحي فقط كان يقوم بهذه الممارسات ... اطلالة على التاريخ تبين لن ان المعابد الهندوسية والبوذية الممثلة للديانتين كانت تملك الأراضي الشاسعة وتستعبد الناس للعمل في الزراعة رغم ان الديانتين تحثان على العدل.
وفي عالمنا الاسلامي نظرة على بلاد المغرب التي اهتم اكثر بتاريخها نتبين ان " الزوايا" التي انتشرت في القرون الوسطى والفترة التي ظهر فيها ماركس كانت هذه الزوايا التي يشرف عليها رجل دين يسمى شعبيا  الولي الصالح تفرض إتاوات على السكان وتمثل مؤسسة تعليمية واستشفائية طبعا بطريقة رعوانية و وظائف أخرى مثلت عين السلطة السياسية التركية على المناطق الداخلية وعامل تركيع لهذه الشعوب وجعلت من قداستها تتفوق حتى على قداسة الأنبياء واشاعة الكرامات والمعجزات لأشخاص بسطاء ... فكانوا يبيعون الوهم للناس وصح عليهم قول ماركس وغيره من عقلاء عصر التنوير
فالنقد الماركسي موجه للممارسة الدينية المنحرفة التي تبيع الوهم للناس لكن في كل امة ناس يؤمنون بالعدل ويعملون على تكريسه ولم تخلوا منه اوروبا والعالم العربي وغيره وهذا ليس معني بهذا النقد

ربما إلى هُنا تكون قد انتهت القضية ونقول إما إسلام أو ماركسية .. لكن ربما يقول قائل إن ماركس لم يفهم الإسلام فلم يخطر بباله التوفيق بين الأديـان لذا دعونا ندخل قليلا إلى أعماق الفكر الماركسي .....
_____________________
1-
الدين لم تُنشئه البرجوازية لضمان عدم ثورة البروليتاريا وأقوى البراهين على خطأ هذا التفسير أن الإسلام لم يكن قط إفراز المجتمع الطبقي في قريش ولم يكن مخدرا للفقراء بل حمل في طياته قيم مُستقلة خاصة به
والدين ليس أفيونا للشعوب كما يدعي ماركس فالدين لا يُبرر الظلم الإجتماعي ولم يُنشئه البرجوازيه حتى تنسى البروليتاريا حقوقها وطبعا كل هذه خرافات فما مِن نبي إلا ولقي مقاومة من الأسياد والأقوياء قبل غيرهم بل والقرآن نفسه يذكر أن المُترفون هم أول المكذبين للرسل والمقاومين لدعوتهم
{
وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ }سبأ34
وكانت يد أول سارق تُقطع هي يد المخزومية التي هي من أكبر بيوتات العرب فالإسلام لم ينشـأ بإيعاز من البرجوازيين ولم ينشـأ ساترا لهم بل جعل من الصدقة التطوعية زكاة مفروضة

لا يمكن لحديث عن البرجوازية والبروليتاريا زمن ظهور الاسلام فكل نظرية لها حيثياتها التاريخية الاسلام نشأ في مجتمع بدوي تقليدي تقوم فيه القبيلة بالدور الاجتماعي والسياسي والثقافي ولا وجود لبروليتاريا وبرجوازية التي هي مكونات المجتمع الراسمالي الذي جاء بعد المجتمع الاقطاعي الذي تطور عن المجتمع العبودي وبالتالي قمة الظلم كانت في الاستعباد الذي حاربته مقاصد الاسلام وروحه كما حاربت الماركسية قمة الظلم في اظطهاد البرجوازية للبروليتاريا بعد نهاية الاقطاع والعبودية وبالتالي الهدف واحد والسياق الزمني مختلف

يرى ماركس أن الدين يُشكل أحد البنى الفوقية بما في ذلك الفِكر والاجتماع والسياسة والتقاليد والقيم بينما الإقتصاد هو البنية التحتية الوحيدة للمجتمع وكل البنى الفوقية هي إنعكاس لهذا البناء التحتي (1) ولا توجد بنية فوقية واحدة مُستقلة وهذا يعني أن الدين عامل عارض يتم ازالته في مرحلة لاحقة تبعا للتحليلات الماركسية الشهيرة التي تمت بعد ذلك على يد المنظرين الشيوعيين فالدين نتاج لعلاقات وقوى انتاج معينة ..فالعامل الإقتصادي هو الفكرة الوحيدة التي من ورائها تتداعى النتائج المختلفة

إدخال الدين ضمن البنى الفوقية هذا يعني الإنكار الفوري للدين واعتباره مُنتج بشري
إذن التنظيرات الماركسية لا تحتمل عبارة – ماركسي مُسلم – فهذه العبارة خيانة لماركس ولكبار المُنظرين الشيوعيين
لكن هل فعلا على أرض الواقع عندما حَكمت الماركسية بدأت بإزالة الدين لأنه يتعارض مع الماركسية كما نحن ندعي ؟ دعونا نرى

البنى الفوقية هي الوعي بشكل عام وليس الدين بشكل خاص فالدين هو جزء من الوعي ووعي الانسان هو نتاج عدة عوامل فعمل رجال الدين الوثنيين جعل من الوعي العام يعتقد في حتمية تدخل الألهة في حياة الناس وعندما نزل كلام الله و انتشر تحول وعي الناس بوجود قوة تتحكم في مصائرهم الى الاعتقاد بوجود قوة اخرى مع دلائل على وجودها تمثلت في المعجزات المادية وغير المادية و قوة النص وتاثيره المباشر فصبح الايمان محركا اساسيا تغيرت وجهته عبر التاريخ بتدخل مذاهب و اراء بشرية حادت عن النص الصلي كما يبدو في المسيحية وكما يبدو في عدة مذاهب اسلامية غيرت من وعي الناس وسوف تغير ... هنا نلاحظ ان الوعي مرتبط بالمحيط المؤثر فوعي المسلم الصحابي يختلف عن وعي المسلم الذي ولد في اسرة شيعية ويختلف عن وعي المسلم الذي ولد في بيئة سنية او خارجية او قاديانية او غيرها فالبيئة تضفي بصمتها على الوعي مما يجعل من الانسان يخلص الى نتيجه مفادها ان ما يمارسه ضمن مذهبه هو العقيدة الخالصة والوعي الديني الأصفى وهذا قد يجلب الضرر للإنسان نفسه ولمحيطه وقد يتناقض مع المبادئ الانسانية التي حثت عليها الأديان الخالصة ومنها الاسلام المتجسد في القران النقي من كل تمذهب وبالتالي اريد القول ان البنية الفوقية الدينية للمسلمين ليست بالضرورة الاسلام الخالص بل هو مزيج من المؤثرات القبلية وتاثير برامج التعليم و المطالعات و المراجع التي اخذت منها الأفكار الدينية والمذهب الذي نشأ فيه وبالتالي يصبح الوعي بشريا في النهاية وليس الاهيا ونقده ومحاولة اصلاحه هو ضرورة لا ينكرها الاسلام و تدعو اليها المركسية .

طبعا هذه نظرة اختزالية غريبة في فلسفة ماركس وهذه أحد نقاط الضعف في فلسفته فالعامل العقائدي والقومي والنفسي والسياسي والإجتماعي ربما في بعض المجتمعات أقوى بكثير من العامل الإقتصادي (فتحالف قوى الأمة المسلمة من مُنطلق أنهم مُسلمين سيكون أعظم في النفوس وأبعث على الغيرة والدفاع ألف مرة من تحالف المسلمين العمال مِن مُنطلق أنهم عمال .) وقد قام ماركس باختزال صراع الطبقات وشرائح الأمم والمجتمعات فقام بتقسيم جميع الأمم والشعوب إلى برجوازية مُستغِلة وبروليتاريا مستغلَة وهذا تقسيم اختزالي سطحي الطبقات وشرائح الأمم والمجتمعات فقام بتقسيم جميع الأمم والشعوب إلى برجوازية مُستغِلة وبروليتاريا مستغلَة وهذا تقسيم اختزالي سطحي

نقد ماركس الاقتصادي موجه للرأسمالية التي تقوم تطورها على نهب البرجوازية لمجهود العمال وتكريس التفرقة وكل مظاهرها الاخرى هي نتاج لهذه العلاقة الاقتصادية الاجتماعية في ان . اما تحالف الأمة المسلمة كما قلت اهم من تحالف العمال ... فهذا طبعا هو ما نهدف اليه ومن الامة غير العمال ومن يستغل العمال لا يوجد في الامة الا من يعمل وينتج و من لا ينتج ولا يعمل ويستغل بقية العمال اقتصاديا وسياسيا وحتى دينيا عبر الفضائيات و غيرها

بعد أن وصل الماركسيون للحُكم قاموا بإغلاق الكنائس وهدمها أو تحويلها إلى متاحف وتبعا لمجلة التايم في عددها الصادر يوم 1-1-1956 فإن عدد الكنائس تقلص في الإتحاد السوفيتي من 46 ألف كنيسة سنة 1917 إلى 4 آلاف كنيسة سنة 1956
وقد هدم الماركسيون كنيسة العذراء للإيبريين ووضعوا مكانها تمثال لينين قرب الميدان الأحمر بموسكو وكُتب على قاعدة التمثال :- ( الدين أفيون الشعوب ) .
وفي البانيا تم هدم وإغلاق 2169 مسجد وكنيسة وتم تحويل كاتدرائية شكودرا الكبيرة إلى قاعة للألعاب الرياضية بعد كلمة أنور خوجة رئيس البانيا الشيوعي الشهير حين قال :- ( إن النضال ضد الفكر الديني يرتبط تماما بالنضال ضد الإمبريالية والتحريفية والكفاح من أجل الإشتراكية والشيوعية ).
إذن الدين مُساوٍ للإمبريالية ........ إذن الكفاح ضد الدين واجب ماركسي
وقامت روسيا بفرض الإلحاد على الناس بالقوة وكان الإلحاد إلزاميا والشيوعية مسألة حياة أو موت
يقول كارل ماركس :- لا شفقة على أصحاب الأديان (1) ويقول لينين مثل ذلك (2)
وينكر جيفارا المسيحية ويقول علينا أن نتعلم كيف نقتل الطوابير من البشر بسرعة أكبر (

نعود من جديد الى ان ما ذكرتهم هم محاولون لتطبيق الماركسية واصحاب مذاهب ان صح التعبير ( الماركسية اللينينية ) و( الماركسية الماوية ) وغيرها و ان كانوا على حق اولا هذا ليس موضوعنا ... فمعرفة الاسلام لن تكون من الامام الخميني او ابن تيمية بل من القران وقس على ذلك في كل مداخلاتك لنتفادى الأمثلة الواقعية التطبيقية من التاريخ التطبيقي الاسلامي والتاريخ التطبيقي الشيوعي.
ثم ملاحظة على ذكر اغلاق الكنائس لم يخلوا التاريخ من هدم واغلاق وتحويل لأماكن عبادة الاخرين فقد حول المسلمون المعابد والكنائس الى مساجد رغم ان الاسلام يحث على احترام الأخر واحترام معتقده وكذلك فعل المسيحيون في الاندلس سابقا بتحويل المساجد الى كنائس ... فالواقع مليئ بالأمثلة ولا يعني ان الاسلام يحث على هذا او المسيحية او الماركسية تحث على هذا .
هذا ما سمح به الوقت اليوم ساسعى لمطالعة بقية المداخلة والرد عليها واعلم ان ما اكتبه افكار مختصرة حينية ما ترغب في التوسع فيه تفضل وانا مستعد لذلك .
رجاءا تجنب نقل حرفي لأراء اخرين من غير مصادر المنهجين الماركسي والاسلامي لكي لا يتحول الرد عن ارائك الى الرد على عشرات الاراء ، انت حر في مطالعاتك لكن المنطق يقول ان ما تبنيته وتعتقد انه رايك تفضل وصرّح به فانا لا استطيع الرد على مقتطف من كتاب من غير المصادر ابدى رايه في المسألة في ظل غيابه ... أظن واضح وشكرا

حتى لا يتشعب بنا الحوار وندور في حلقة مُفرغة دعني أطرحك عليك عشرة أسئلة وأنتظر الإجابة الواضحة عليهـا

في البداية أنا ارحب بكل أسئلتك وسأسعى للإجابة عنها حسب ما يتيحه الوقت لكن بطبيعة الحال الأسئلة المتعلقة بالموضوع وهو اجتماع الإسلام والماركسية في شخص واحد وليس التناظر حول إيماني وإيمانك الذي لا يعلمه ولا يستطيع علمه الا صاحبه والخالق . والايمان في الاسلام واضح الشروط فلا داعي لسؤال من قبيل هل تؤمن بذلك؟ في كل فكرة تطرحها فلست مطالبا بالايمان بافكارك ولا انت مطالب بالايمان بافكاري انها المناظرة أقصى ما يمكن الوصول اليه هوالاقتناع وليس الايمان.
الفكرة الثانية قبل الانطلاق في الرد لكي لا نكرر العود اليها : انت تعلم جيدا ان التطبيق يختلف عن النظرية الأصلية لما فيه من اجتهادات المطبّق والظروف الواقعية للتطبيق ... فلنتفق على ذلك قبل كل شيء ان اعتبرت تطبيق المبدا والنظرية هو نفسه النظرية وستعتمد في امثلتك على ما طبقه لينين او ستالين او غيره من اجتهادات من قام بمحاولة تطبيق الماركسية ويتحمل هو نتائج تجربته لا الماركسية ... ان اصريت على اعتبار تجاربهم تمثل الماركسية لا ما نع لدي لكن سوف اسير في مسار معادل بأخذ الأمثلة من تطبيقات الاسلام ومن من اعتقدوا عبر التاريخ انهم طبقوا الاسلام ومثلوا تجارب مختلفة لا تخفى عليك بقطع النظر عن رايك فيهم ولدينا تجارب مختلفة مثل الإسماعيلية القرامطة والنزارية والحشاشين والفاطميين وبني العباس والأزارقة والاباضية والزيدية والاثناعشرية وغير ذلك من الفرق التي تقول انها تمثل الاسلام ...كما قال ماو تسي تونغ ولينين وستالين انهم يطبقون الماركسية .اخي الكريم لا يوجد في المصادر والمراجع الاسلامية أغنى من القران لبيان موقف الإسلام فأنا في انتظار آيات صريحة كبراهين على أرائك

الإسلام يؤمن بالملكية الفردية بل ويُقدسها ويؤمن بأن الشخص له الحق في امتلاك رؤوس أموال ووسائل انتاج فهل أنت تؤمن بالملكية الفردية ؟

ان كان سؤالك عن ايماني فقد وضحت اعلاه اما بالنسبة لأن الاسلام يؤمن وتقصد انه يقر بمبدا الملكية الفردية فهذا رايك يتطلب اية نقف عندها لتفادي التشعب فالملكية موضوع متشعب لا نستطيع اختصاره في قول ان الاسلام يؤمن بالملكية الخاصة او الملكية الخاصة لوسائل الانتاج .
وبالتالي سوف اثير بعض المسائل المتعلقة بالملكية في الاسلام واترك لك اختيار ايها نناقش :
بشكل عام تنبني مقاصد الاسلام على اعتبار الملكية لله وحده والآيات الدالة كثيرة ومعلومة لديك منها:
وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) المائدة ...
أما ملكية البشر فهي ملكية استخلاف أي مجرّد تصرّف" وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (55)النور. وفي اطارها فرّقت الشريعة بين ما يملكه الانسان لنفسه وهو نصيبه من الرزق ، بينما لا يملك ما يحقق المنفعة الجماعية اي شخص على غرار مال بيت مال المسلمين و المنافع العامة كالأسواق والمراعي والأنهار ( قال النبي الكريم : المسلمون شركاء في ثلاث ،الماء والكلأ والنار) والكلأ يرمز للأرض فالأرض بدون كلأ لا نفع لها اقتصاديا في البيئة الصحراوية لشبه الجزيرة وبالتالي" وسيلة الانتاج "الرئيسية التي يشترك فيها عامة المسلمين ان تعسفنا على استعمال مصطلح وسائل الانتاج على عصر غير عصره... اما عموما المنافع العامة لا تملك لأحد فلم يكن للرسول ارض يملكها الا ما بنا عليه منزله ولم يكن نمط الملكية السائد فرديا من الجاهلية وفترة حياة الرسول حيث كانت القبيلة هي التي تسيطر وتتصرف في الارض وليس الأفراد...كما ان الملكية المشتركة في رعي ابل وخيول الجهاد والذي لا يملكه احد من المسلمين لا الخيول ولا مرعاها بل هي مشتركة بين المسلمين...أما عودة لنص القران فلم يرد نص بحرمة الملكية الجماعية لما فيه نفع للمسلمين وان اردت النقاش في هذا تفضل فقد حاولت اختصار الاختصار في مسألة الملكية وان كان هناك ما يعارض قولي في القران فذكرني به

الإسلام يبالغ في الدفاع عن الملكية الفردية الخاصة ويُوجب قَطع يد مَن يُحاول التعرض لها ونصوص السرقة والحرابة لم تتنزل إلا في مَن يتعرض للملكية الفردية بأذى

هذا سؤالك الثاني ان حذفت منه الجزء الأخير هل تؤمن؟ لسبب بينته ان حكم الاسلام في السرقة لا علاقة له بملكية فردية ولا جماعية فحتى في الماركسية لكل نصيب من الثروة حسب حاجته وهذا النصيب لا احد من حقه التعدي عليه بالسرقة او بغيرها بل السرقة العلنية هي ان يمتلك شخص واحد مصنع يشتغل فيه الألاف ولا يحصلون الا على جزء من نصيبهم (من عرقهم) مقابل استحواذه على اموالهم ومصائرهم دون يعمل هو فعليا ويحصل على مال دون تعب لهو السرقة بعينها واكل اموال الناس بالباطل .هل من مانع في ظل الملكية الخاصة ان يشتري شخص واحد كل أراضي المسلمين ان كان قادرا فيتحكم في قوتهم ومصائرهم ... مقاصد الاسلام لا تقدس الملكية الفردية كما قلت انت سابقا بل مقاصده العدل والمساواة واعلاء شأن الانسان وكرامته في الارض فاينما تحققت تحققت مقاصده .
الإسلام يعتبر أن التفاوت بين الطبقات سُنة كونية لا مجال لدفعها {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً }الزخرف32 ومجرد جعل الطبقات طبقة واحدة هذا يناقض الإرادة الإلهية فالتوجه القرآني في الصراع لا يتوجه إلا إلى الصراع بين الحق والباطل الكفر والإيمان والإسلام يقف إلى جانب المظلوم أيـا كان حتى لو كان صاحب العمل ..
الاية القرانية التي ذكرتها من سورة الزخرف لا ادري من اين اتيت منها بمفهوم التفاوت بين الطبقات سنة كونية فالقران يخاطب الناس دائما بضمير الجمع أي لا يفرق بين طبقات ولا يتعامل بمنطق الطبقات اصلا لأن الناس سواسية ولا فرق بينهم الا بالتقوى هذا من ناحية اذن قولك الطبقية سنة كونية هو راي خاص بك لا علاقة للقران به ... لنعد الى الأية وقد احسنت بالاستشهاد بالقران باعتباره اصل الفكر الاسلامي فقول الله نحن قسمنا بينكم معيشتكم أي ان الله قسم المعيشة وقسمة الله لا تكون الا عادلة اما الواقع الغير عادل والظلم والشر فالانسان مسؤول عنه بالحياد عن القسمة العادلة الالاهية .
وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّا فان كان المقصود ًبالتفاوت معنويا أي في الايمان فان التسخير سيكون في العلم والتقوى تماشيا مع عدم التمييز الا بالتقوى فالعالم مسخر لمن لا يعلم ليعلمه وان كان التفاوت ماديا فهو من تحصيل الحاصل فحاجيات الناس تختلف وما يستطيع تقديمه كل فرد يختلف عن الأخر لذلك من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته والعدل يقتضي التمييز بين الفرد والاخر حسب ما يقدمه وما يحتاجه في نصيبه من الرزق وهذا لا يتعارض مع طبيعة الملكية خاصة او جماعية وبالتالي يكون هنا التسخير فكل فرد مسخّر لنفسه ولغيره ( لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّا ).
اما الصراع فهو قائم في كل الحالات ضد الظلم والقهر والاستعباد واكل اموال الناس بالباطل والجشع والغش في كل الشرائع والمذاهب الانسانية فالصراع ليس هدفا في حد ذاته حسب الماركسية والدليل انه ينتفي بانتفاء الظلم أي ظلم طبقة لأخرى وهيمنة طبقة على اخرى

وهذا معلوم من الشعار الخبيث يا عُمال العالم اتحدوا

هذا لا رد عليه لإحتواءه على مشاعر خاصة لا علاقة لها بالحوار ولا بالمسألة فلا القران يحرم تعاون واتحاد العمال ولا الاتحاد يقلق أي طرف الا اذا كان يريد التفرد بكل واحد لنهبه وبالتالي الاتحاد يهدد اهدافه ...ولن ارد مستقبلا على مشاعر خاصة سقطت سهوا او تعمدا في حوار جدي

أذكر لي مَزية واحدة توجد في الشيوعية ولا توجد في الإسلام بشرط ألا تتعارض مع الإسلام ؟ مزية واحدة تجعلك تتشبث بالشيوعية وفي نفس الوقت تقول أنا مسلم

أعيد ان الحوار ليس عن ايمانك او ايماني هو عن موضوع محدد تعلم عنوانه اما قولك تتشبث ب كذا وتقول انا كذا فهذا ما لا وجود لدليل عليه فلم نطرح مسألة معتقدك ومعتقدي فكل ما أعرفه انك تضع في معرفك مسلم وكل ما تعرفه انني اضع في معرفي شيوعي واننا مختلفان حول موضوع معين اما ما تستنتجه انت فهو خاص بك ...
بالنسبة للمزايا فان كان في موضوعين مزايا او حتى مزية واحدة هل هو مبرر للتخلي عن احداهما بل الجمع بين المزايا هو الأقرب للإختيار دائما ولا مجال هنا للتفضيل

قامت أقوى التنظيرات الماركسية على أزلية المادية وعلى أسبقية المادة على الفكر فهل أنت تؤمن بذلك ؟

ان حذفنا فهل أنت تؤمن بذلك ؟وعوضناها برأيي في المسألة اقول ان اسبقية المادة على الفكر هي فكرة اساسية في الماركسية وبدونها تعود الماركسية الى مرحلة الهيغلية أي لا ماركسية بدون هذه الفكرة وهذه الأسبقية اكدها العلم بل ماركس اخذها عن العلم وربطها به وبما ان الماركسية والعلم لا تدرس ما يخرج عن الطبيعة او ما يأتي قبلها او بعدها بل موضوعها الطبيعة فحسب وبالتالي في اطار هذه الطبيعة فالمادة سبقة عن الفكر ولا تعارض مع الدين الاسلامي لعدة سيأتي بيانها ان كانت الحاجة لذلك فانت لم تطلب الا التعرّف على ايماني بهذا وانا قدمت لك رايي لأن ايماني وايمانك ليس محل نقاش فان رايت اختلاف في اولية المادة بين المنهجين فبين وجه الاختلاف من القران وسوف يتم الرد

لماذا كل الشيوعيين في الإتحاد السوفيتي وألبانيا المُسلمة ملاحدة كما تُقرر دائرة المعارف السوفيتية ؟

أولا ليست مهمة الماركسية دعوتهم للإيمان بدين معين فهي عامة لكل الناس والملحد هو انسان وجد قبل الماركسية بالاف السنين وليست مهمة الماركسية اثنائه عن الحاده بل مهمة الأديان اقناعه بالعدول عن الالحاد او قبوله كمختلف وما تقرره دائرة المعارف السفياتية من ان كل الشيوعيين ملحدين في البانيا او غيرها هذا أولا يلزمها ولا يلزم النظرية ثم ان احصاء درجة ايمان الناس لا يقبله عاقل فهل تصدقني لو قلت لك ان كل من قال انا مسلم هو مؤمن حقا بكل ما جاء به الاسلام؟ أنا وانت نعلم الجواب .هذا مع الاشارة الى ان موضوع دوائر المعارف السوفيتية والبانيا لا علاقة لها بالنظرية الماركسية التي نناقشها

أين أجاز ماركس أو أنجلز دخول الدين في المنظومة الشيوعية بعد وصولها لمرحلة سيادة البروليتاريا ؟

الدين من حيث هو ايمان لا احد يستطيع امر الناس بالايمان او الكفر فلا سلطان على القلوب وليس مهمة ماركس اجازة او منع الناس من الإيمان بمسلّم معين فلو كانت النظرية للملحدين لما اسسها اصلا في محيط مسيحي فهي موجهة لجميع الناس وهو يعلم ان نسبة الملحدين في العالم لا تكاد تذكر.
على كل لاحظت قلة الايات القرانية كشواهد مقابل آراءك الشخصية هذا يجعلنا نناقش اراءا بشرية حمالة للخطا قابلة للنقد وبالتالي نناقش رايك في الاسلام وليس الاسلام الذي تنطق به الأيات القرانية

طبعا هذا خطأ قاتل فلا فرق بين الماركسية والكاثوليكية والهندوسية فكلها مذاهب تدعي الشمولية .. فالشيوعية تتبنى تفسيرا للوجود كله تتبنى تفسيرا لكل التطبيقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية فهي مذهب متكامل بل هي تدعي أنها تحمل الحتمية التاريخية أي أنه لابد في نهاية الأمر من الوصول للشيوعية فواضعوها لم يضعوا المذهب لافتراض أنه مُجرد فكرة إما يقبلها العقل أو يتجاوزها بل اعتبروها حتمية مادية حتمية تاريخية لا مناص منها فهي منهج وضعي لكن بروح الحتميات الدينية لذا يقول أندريه جيد الكاتب الفرنسي الشهير :- ( إن إيماني بالشيوعية يُشبه إيماني بدين وأنها البُشرى للإنسانية بالنجاة ولو اقتضى نجاحها بذل حياتي لبذلتها في سبيلها غير متردد .) و ماركس كان يُدعى أصغر أنبياء بني اسرائيل وكتاب رأس المال كان يُدعى التوراة الجديدة (1) .فالشيوعية دين مكتمل العناصر يا عزيزي

انت قلت ان الشيوعية دين مكتمل العناصر هذا رايك ومن قال ان ايمانه بالشيوعية يشبه الايمان بالدين احساسه ومن قال لعلي بن ابي طالب انت الإله ومن قال انا مسلم واقر بميرزا غلام احمد نبيا ... الناس تقول ما تشاء عن احاسيسها فليس لي الحق منطقيا التدخل في ايمان الناس واقو لا ان ايمانه كان مختلفا... لكن هل قال ماركس او انجلس ان الماركسية دين ؟ لم يحصل ... اما ما قلته في البداية من انها منظومة فكرية فهي كذلك وكلمة فكرية تحيل الى البشري النسبي المحدود والحتمية الماركسية هي من الحتمية العلمية وليست من الحقيقة المطلقة المسلم بها الدينية ... الأمر يختلف.
طبعا هذا خطأ قاتل فلا فرق بين الماركسية والكاثوليكية والهندوسية فكلها مذاهب تدعي الشمولية
أما هذا الحكم فيجعلك تدخل مع الأديان الإسلام وانا لا أقول تدعي الشمولية بل تقر الشمولية من حيث انها تكون منظومات متكاملة اما الفرق فيها فهو بين الأديان السماوية والأديان الوضعية والنظريات الفكرية هو المصدر الاهي المقدس في الأولى والمصدر الوضعي المقدس في الثانية والمصدر البشري النسبي في الأخيرة وشتانا بين هذا وذاك والأمثلة التي ذكرتها تنتمي للفئات الثلاثة المبينة .
-
بالنسبة للصور والحديث عن ستالين وعن الجرائم فقد اشرت الى اني لم ارى علاقة لها بموضوعنا فهل نأت بصور لنبش العباسيين لقبور بني امية ام لإغتيال الصحابة ام لمجازر الشيعة في السنة والسنة في الشيعة م لخوازيق البايات الأتراك في بلاد المغرب والشام لنبيّن ممارسة المسلمين او الذين قالوا انهم مسلمين وننسب ذلك للإسلام طبعا لا لذلك اكرر ان امثلة الواقع لا تسيء للأصل أي للنظرية وهذه نقطة مبدئية فهذه الجرائم تسيئ لتاريخ كل البشرية سواء قام بها مسلم او ماركسي او بوذي هي في النهاية جريمة والأديان والمنظومات الفكرية الانسانية لا تحمل وزرها

هذا اعتراف قاتل بان الدين احدى البنى الفوقية وهذا يعني أنه إحدى انعكاسات البنية التحتية وبالتالي الدين عامل عارض يتم ازالته في مرحلة لاحقة تبعا فالدين نتاج لعلاقات وقوى انتاج معينة ..فالعامل الإقتصادي هو الفكرة الوحيدة التي من ورائها تتداعى النتائج المختلفة هكذا يؤسس ماركس للبنى الفوقية والبنى التحتية وعندما تقول أن الدين إحدى البنى الفوقية وتقصد بذلك ما يقصه ماركس فهذا ليس خروجا من الإسلام فحسب بل خروج من كل الأديان فهل أنت تقصد بالبنى الفوقية ما يقصد ماركس ؟

مرة اخرى تقفز الى فكرة الخروج عن الاسلام دون تبين وجه التعارض في هذه الفكرة .. ولم افهم مات تقصد بان الدين عامل عارض ان كان قصدك انه متحول فهذا ضروري فلولا تنازل الناس عن اديانها القديمة لما ظهرت اديانا جديدة في التاريخ فالذين امنو بما جاء به الاسلام كانوا يؤمنون باديان اخرى وبفكرة اخرى وتصور اخر للوجود تخلوا نها لصالح معتقد جديد هو الاسلام هل تعتبر هذا سلبيا ؟ بالعكس هدف الدين الاسلامي استقطاب مؤمني الأديان الأخرى وبالتالي يحمل في منهجه فكرة امكانية ان يغير اللانسان اعتقاده لما يراه انه الأفضل وبعد الاسلام مفهوم الردة او التنصر هو شكل اخر من شكال تغيير الدين فوعي الانسان او البنى الفوقية هي نتاج واقع ومحيط تتغير بتغيره وهذا لا ينكره الاسلام ولا المسلمين كما بينت

فأنا أطلب منك أن تتواضع تواضع الباحث المنصف عن الحق وأن تُقر بأن الشيوعية فكرة بالية مُشوهة نظرية وتطبيقا لا تُزكي نفسا ولا يرفع بها صاحبها رأسا وأنك تؤمن بالإسلام وبما جاء به القرآن رغم أنف أي نظرية مادية رغم أنف أي شطحة فكرية وساعتها سنضعك فوق رؤوسنا وستكون أخا حبيبا لنا جميعا .....

جمعنـا الله وإياك في جنات خُلد ودار مقـام

بالنسبة للكلمات المسطرة هي مشاعر شخصية نحترمها لأننا نحترم الأخر وفكره ولأن لا سلطان على مشاعره وندعوه للتعبير عنها في مجالات اخرى غير الحوارات الجادة وكلنا نعلم ان الاساءة الى ما يعتقده الأخر هي دعوة الى الاساءة لما نعتقده وهذا نحن في غنى عنه مع قليل من الحكمة ... وما قلته في اخر الجملة تشكر عليه رغم اني لم افهم ضمير الجمع نحن تدل على من ؟؟؟والاختلاف لا يفسد للود قضية

 

ملاحظة : الإسلام يعتبر أن التفاوت بين الطبقات سُنة كونية لا مجال لدفعها {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً }الزخرف32 ومجرد جعل الطبقات طبقة واحدة هذا يناقض الإرادة الإلهية فالتوجه القرآني في الصراع لا يتوجه إلا إلى الصراع بين الحق والباطل الكفر والإيمان والإسلام يقف إلى جانب المظلوم أيـا كان حتى لو كان صاحب العمل .. بينما الغاية النهائية من الماركسية كما يُقرر أنجلز في كتيب نظرية العُنف أن الغاية أن يتم تنمية شعور الطبقة العمالية بالحقد الطبقي حتى يصل حقدها يوما إلى الإنفجار والإجهاز على الطبقات الأخرى من خلال عمل دموي عنيف تسود فيه في النهاية الطبقة العُمالية كطبقة واحدة -وهذا معلوم من الشعار الخبيث يا عُمال العالم اتحدوا - ... ما هو التوجه الذي تنحاز إليه هل التوجه القرآني أم توجه أنجلز ؟ ((( أنت لم تُجب عن هذا السؤال وتجاهلته تماما !!!!! أجب يا زميل

الاسلام لم يتعامل اصلا بمنطق الطبقات والامة الاسلامية امة واحدة لا تمييز بين افردها الا بالتقوى وبالتالي لا وجود لتمييز اقتصادي وبالتالي راي الماركسية وراي الاسلام هو العدل واليك اجابتي السابقة
الاية القرانية التي ذكرتها من سورة الزخرف لا ادري من اين اتيت منها بمفهوم التفاوت بين الطبقات سنة كونية فالقران يخاطب الناس دائما بضمير الجمع أي لا يفرق بين طبقات ولا يتعامل بمنطق الطبقات اصلا لأن الناس سواسية ولا فرق بينهم الا بالتقوى هذا من ناحية اذن قولك الطبقية سنة كونية هو راي خاص بك لا علاقة للقران به ... لنعد الى الأية وقد احسنت بالاستشهاد بالقران باعتباره اصل الفكر الاسلامي فقول الله نحن قسمنا بينكم معيشتكم أي ان الله قسم المعيشة وقسمة الله لا تكون الا عادلة اما الواقع الغير عادل والظلم والشر فالانسان مسؤول عنه بالحياد عن القسمة العادلة الالاهية .
وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّا فان كان المقصود ًبالتفاوت معنويا أي في الايمان فان التسخير سيكون في العلم والتقوى تماشيا مع عدم التمييز الا بالتقوى فالعالم مسخر لمن لا يعلم ليعلمه وان كان التفاوت ماديا فهو من تحصيل الحاصل فحاجيات الناس تختلف وما يستطيع تقديمه كل فرد يختلف عن الأخر لذلك من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته والعدل يقتضي التمييز بين الفرد والاخر حسب ما يقدمه وما يحتاجه في نصيبه من الرزق وهذا لا يتعارض مع طبيعة الملكية خاصة او جماعية وبالتالي يكون هنا التسخير فكل فرد مسخّر لنفسه ولغيره ( لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّا ).
اما الصراع فهو قائم في كل الحالات ضد الظلم والقهر والاستعباد واكل اموال الناس بالباطل والجشع والغش في كل الشرائع والمذاهب الانسانية فالصراع ليس هدفا في حد ذاته حسب الماركسية والدليل انه ينتفي بانتفاء الظلم أي ظلم طبقة لأخرى وهيمنة طبقة على اخرى

محمد المناعي .

Partager cet article
Repost0
13 juin 2011 1 13 /06 /juin /2011 17:18

شباب التجديد في عمل ميداني بالحمامات

12 - 6 - 2011

في اطار دعم العمل الميداني و الاتصال المباشر بالمواطن ، مجموعة من شباب حركة التجديد فرع الحمامات بمساندة من رفاقهم بالعاصمة خاصة هندة كريشان و أيمن الدشراوي ومحمد المناعي تقوم بالتعريف بالحركة والإنصات لمشاغل واقتراحات المواطنين بمدينة الحمامات والتي تمحورت عموما حول الهاجس الأمني المتصل بمصدر الرزق الأساسي وهو السياحة والقطاعات الساندة المتصلة بالسياحة من نقل وتجارة وحرف وغيرها ... اضافة الى اشكاليات البنية التحتية لبعض الأحياء على غرار حي ابن خلدون ... وعبر المتساكنين عن ترحيبهم بحركة التجديد ومناضليها ...ولاقت العملية الميدانية نجاحا رغم بعض النقائص المترتبة عن انشغال عدة مناضلين من الجهة من الطلبة والتلاميذ والأساتذة في الامتحانات و اصلاح الامتحانات ...

يبدو من خلال الاتصال المباشر باهالينا في الحمامات مشاغل تختلف جذريا عن مشاغل المناطق الداخلية التي زرناها خاصة فيما يخص هاجس البطالة الذي نادرا ما يطرح في حين يطرح بحدة هاجس الأمن و تراجع الدخل نتيجة ركود النشاط السياحي وهو ما يطرح علينا وعلى رجال السياسة اليوم الالتفات الى هذا التباين الشديد بين الساحل والداخل لتكون ابرز ثمرات الثورة  توازنا جهويا و عدالة في المجهود التنموي وفي ذات الوقت الاعتناء بالمناطق الساحلية ايضا لكي لا يكون تهميش من نوع جديد .

تحية لمناضلي فرع التجديد بالحمامات و لكل المتساكنين الذين فتحوا لنا أبوابهم ورحبوا بنا وبحركة التجديد .

256902_206577906051439_100000976922913_565269_3882462_o.jpg

Partager cet article
Repost0
6 juin 2011 1 06 /06 /juin /2011 11:19

شباب حركة التجديد في عمل ميداني بمكثر : لقاء بين السياسي الصادق و المواطن الأصيل

 

رائع ما قام به شباب التجديد ولا أروع منه الا طيبة شعبنا الكريم و تحديدا أهالي مكثر ، انطلقت صباح اليوم 6 جوان 2011 من العاصمة مجموعة من شباب التجديد من مختلف جهات الجمهورية يحملون معهم مجموعة من المطويات والوثائق التي تعرف بالحركة ويحملون أكثر من ذلك أمالا في خوض تجربة عمل ميداني مساندة لشباب التجديد بمكثر كانت بالنسبة للبعض للمرة الأولى ورغم تصور الصعوبات الممكنة لم يكن الإنطباع العام الا ثقة في النفس وفي المواطن المسالم دائما والذكي في نفس الوقت ... 

249761 2083413134481 1519686764 32344045 3339964 n

في الطريق تم استثمار الوقت في حوار بين المجموعة واقتراح أفكار لدعم الحضور الاعلامي للحزب ودعم التنسيق بين الفروع و التكوين وتطوير الصحيفة الحزبية وصفحات الفايسبوك وتكثيف الاتصال المباشربالمواطنين  ودار حوار حول الصعوبات الميدانية المتوقعة و كيفية التعامل معها ضمت المجموعة كل من غسان العوني وبثينة قزو ومحمد العيساوي ونزار العيساوي وعلي صالح الغانمي و بثينة فرشيو وسناء البوغانمي ومحمد فراس جلول وغسان جلول  و يوسف بن فرحات و مروان الزبيدي ومحمد المناعي ...في حين التحق بقية الشباب بمكثر مباشرة سواء من تونس او من المهدية و الحمامات.

251585 2083418774622 1519686764 32344062 6460187 nبمجرد الوصول لمدينة مكثر تم الاستقبال بشكل ملفت من طرف شباب فرع حركة التجديد بمكثر خاصة ايهاب الحاجي و وليد عجال وجمال مذكور وأحمد بالحاج وسيف وحسان وغيث ومنذر وهالة و أحمد...وتم النقاش حول كيفية الانطلاق في العمل وتقسيم الأدوار ...وانطلق العمل في نفس الوقت بمختلف الأحياء المكونة لمدينة مكثر فتم الاتصال بمتساكني حي الملعب 1 و القصيبة و حي الملعب 2 و الطوايلية و القراوة والحنايا والأنس والنحّالة ...و ذلك بالاستماع لمشاغل المتساكنين و التعريف المختصر بحركة التجديد .

 

الأمسية خصصت للتعرف على المعالم الأثرية لمدينة مكتريس الرومانية قبل العودة للعاصمة .

253739 2083480776172 1519686764 32344277 726717 n

253654 2083439975152 1519686764 32344134 6547064 n

ما لفت الانتباه خلال هذه التجربة في العمل الميداني هو التقاء متميز بين شباب كله حماسة للعمل السياسي و خاصة العمل الميداني في المقابل مواطن متعطش لمن يعتني به و يقدم له الفكرة والمعلومة مباشرة دون خطابات تنظيرية قد لا يفهمها او لا تعنيه ، والأكثر من ذلك حاجة المواطن لمن يصغي لمشاغله ولمن يعتني بها ، قد يكون متيقنا ان الحل ليس بيد هذا الشاب الذي طرق بابه و استمع اليه لكنه صرح من الثقة يبنى تدريجيا بين السياسي الصادق والمواطن الذي لطالما عانى التهميش والخداع ...هذه الثقة هي التي تخرج السياسي من مكاتبه و منابره للشارع للأحياء و القرى والأرياف  وهذه الثقة ايضا هي التي تبني اولى ملامح الديمقراطية عندما يجد المواطن أن هناك من يشاركه مشاغله و يهتم بها ويعمل على تشريكه في ايجاد حلول لها .

ان ما يبهر أكثر هو هذا الكرم الذي طبع الشعب التونسي و الذي لا تزال جذوره عميقة في الشمال الغربي وتحديدا في مكثر عمق تجذر هذه الأرض و اهلها في التاريخ ... كرم لم يكن من الأسر التي طرقنا ابوابها فحسب بل من الشبان مناضلي فرع مكثر ... فكم يحق لنا ان نفتخر بهذا الشعب و كم تبدو أطروحات بعض الأطراف في طرح اشكالية الأصالة والهوية  طفولية  عندما نعلم ونتأكد أن شعبنا متصالح مع نفسه ومع هويته وتاريخه و لكن مشاغله وطموحاته أكثر من ذلك بكثير ...طموحه تنمية ( مع العلم ان المصطلح ذاته جاء على لسان عدد كبير ممن اتصلنا بهم ومنهم الأميين ) تنمية عادلة و شغل يوفر الكرامة وا بسط ضرورات العيش ، طموحاتهم القضاء على الفساد فقد جاء على لسان أحدهم ( انا بطّال ، ما يهمّش ، المهم نحاسبو الفاسدين في مكثر وفي البلاد ...) طموحاتهم مرافق اساسية صحية خاصة تكون اقرب اليهم ...طموحاتهم اولا واخيرا كرامة لهم ولأبنائهم وكلهم استعداد للمساهمة في كل عمل يرتقي بمدينتهم و بوطنهم .

تبدو العملية في ظاهرها عمل سياسي بسيط لكن في عمقها  مشاغل شعب و ارادة شبابية صادقة  وثقة تبنى ووطن يولد من جديد.

محمد المناعي

 195813 172232316152621 3834105 n

Partager cet article
Repost0
4 juin 2011 6 04 /06 /juin /2011 01:20

ولادة " القطب الديمقراطي الحداثي "

248131_214676748566065_214674745232932_693997_647812_n.jpg

أعلن يوم 31 ماي 2011 عن مبادئ الاتفاق الذي جمع 11 حزبا سياسيا و مجموعة من المستقلين في قطب سمي " القطب الديمقراطي الحداثي " وكان  تتويجا لدعوات متكررة ومبادرات دعا إليها جملة من المستقلين في شكل مبادرات أو الجبهة الديمقراطية الحداثية التي ما انفكت تدعو لها  حركة التجديد منذ مدة ...و يجمع هذا القطب الأحزاب التالية :

حركة التجديد

الحزب الاشتراكي اليساري

حزب طريق الوسط

حركة المواطنة والعدالة

حزب الطليعة العربي الديمقراطي

الجبهة الشعبية الوحدوية

الاتحاد الشعبي الجمهوري

حزب العمل الوطني الديمقراطي

حركة الوطنيين الديمقراطيين

حزب تونس الخضراء

حزب الوفاق الجمهوري

 اضافة الى مبادرتي «من أجل قطب ديمقراطي ثقافي» و«كفى تشتتا» ومجموعة واسعة من الشخصيات المستقلة .وتتم المشاورات مع عدد أخر من الأحزاب على غرار حزب العمل التونسي و افاق تونس و حركة الوحدة الشعبية ...

تقر أطراف القطب بتعدد مرجعياتها و اختلاف منطلقاتها و برامجها و تعتبر الاتفاق حول ارضية دنيا  هي اساس الاجتماع في قطب و قد وضع الجميع مبدأ القطيعة مع كل طرف له علاقة بالنظام البائد ومحاولة ايجاد مساحة للإلتقاء حول مشروع للمجلس التأسيسي يجتمع حوله الجميع قوامه القطع مع الدكتاتورية وارساء ملامح النظام الجمهوري الديمقراطي التعددي و الدفاع عن قيم الحداثة والتقدم وحماية المجتمع من كل مخاطر الارتداد الثقافي والحضاري والدفاع عن المكاسب التي حققها الشعب التونسي و القطع مع التمييز الاجتماعي و التهميش التنموي والاقتصادي والثقافي ...

ويتمحور الاتفاق حول 13 نقطة تمثل الملامح العامة التي تم الاتفاق حولها والعمل على تحقيقها عبر الدخول في قائمات مشتركة للمجلس الوطني التأسيسي كمشروع ديمقراطي حداثي هادف في مواجهة المشاريع الماضوية التي تحاول ممارسة عملية الشد الحضاري والثقافي الى الوراء والمشاريع سليلة النظام البائد التي تمثل تواصلا لمنظومة الدكتاتورية والاستبداد بحلل جديدة ...

وتتمثل النقاط في :

 1ـ تأسيس نظام جمهوري على أساس الفصل بين السلط وضمان استقلالية القضاء وحرية الصحافة والإعلام وحرية الفكر والإبداع وضمان التداول السلمي على السلطة.
 2 ـ صيانة وتطوير المكاسب الحداثية بما فيها مجلة الأحوال الشخصية والجوانب النيرة لتراثنا العربي الإسلامي وحركة الإصلاح التونسية.

 3 - تفعيل دور الشباب الريادي وتشجيعه على الانخراط الكامل والمشاركة الفعالة في الحياة السياسية والجمعياتية .

 4 - توطيد انتماء تونس للفضاء العربي والمغاربي والافريقي والانفتاح على الفضاء المتوسطي.
 5 ـ فصل الدين عن ا لسياسة وضمان حرية المعتقد ومنع استعمال الفضاءات الدينية للدعاية والممارسة السياسية.
 6 ـ نبذ كل أشكال الانغلاق والتعصب والتمييز والعنف وكل ما من شأنه أن يخلق الكراهية بين الأفراد والجماعات والأجناس والشعوب، ومناهضة الحركات العنصرية والصهيونية.

7- اعادة الاعتبار للثقافة  كأحد العناصر الأساسية للتنمية وتطوير قدرات الابداع المعرفي والفكري والفني وارساء قيم العقل والتسامح .

8 – اقامة نظام اجتماعي يكفل لجميع المواطنات والمواطنين الحق في التعليم المجاني والصحة والثقافة والترفيه والشغل والتغطية الاجتماعية والكفالة للمعوزين والفئات الهشة .

9 – سن تشريعات تحافظ على التوازن البيئي وحق الأجيال القادمة في محيط سليم وتمنع انتصاب مؤسسات تلحق اضرارا فادحة بالمحيط وبصحة المواطن .

10 - وضع منظومة قانونية لمقاومة كل مظاهر الفساد والثراء غير المشروع وسن قانوني جبائي عادل ومتوازن باليات رقابة دقيقة يخضع لها الجميع دون تمييز بما يساهم في تطوير الخدمات العمومية والحد من الفوارق الاجتماعية واختلال التوازن بين الجهات.
 11ـ بناء اقتصاد وطني متضامن ومنفتح مع احتفاظ الدولة بملكية القطاعات السيادية والاستراتيجية ودعم المبادرة الخاصة المشغلة وضمان حرية الاستثمار الخاص.

12 – ضمان سيادة الشعب من خلال اختيار ممثليه محليا وجهويا ووطنيا ومن خلال انتخابات مباشرة حرة وديمقراطية ونزيهة ومراقبة اداء الحكومة وكافة الهيئات السياسية والادارية .
 13ـ الدفاع عن السيادة الوطنية ومساندة حركات التحرر الوطني وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني.


كما يعمل القطب الديمقراطي الحداثي من أجل:
ـ التقاء جهود الأحزاب والمناضلات والمناضلين التقدميين والديمقراطيين من أجل خوض انتخابات المجلس الوطني التأسيسي على أساس المبادئ المعلنة والاتفاق على برنامج مشترك يحدد معالم النظام الجمهوري الجديد ويستجيب لإنتظارات الشعب ومتطلبات تسيير الشؤون الوطنية في المرحلة التاسيسية على مختلف الأصعدة الساسية و الاجتماعية والثقافية .
ـ الدخول في قائمات انتخابية موحدة تتشكل من الأحزاب والمستقلين الذين ينتمون للفضاء الديمقراطي التقدمي على أساس المناصفة بين الرجال والنساء في رئاسة القائمات تحت إسم «القطب الديمقراطي الحداثي» وحيث يتم اعداد هذه القائمات على مستوى الدوائر الانتخابية بين مكونات القطب .
ـ وضع خطة لتجميع الوسائل والإمكانيات وحشد الطاقات للتعبئة من أجل الانطلاق في حملة واسعة لانتخابات المجلس التأسيسي.

القطب الديمقراطي الحداثي كان دائما مطلب كل الاطراف التقدمية لكن التمسك بالتفاصيل والشخصنة كانت دائما حجر عثرة امام التكتل في جبهة او قطب حامل لمشروع موحد تدافع عنه جميع الأطراف فالمرحلة اليوم تقتضي التفكير في البناء لتونس ديمقراطية ومجتمع حداثي والدفاع عن القيم الكونية لحقوق الانسان و الانتصار لقيم العدالة والتضامن وتجاوز الحسابات الخطية والحزبية الضيقة ...هذا ما ندعو له وهذا ما نتمسك به فتونس أولا واخيرا لن تكون الا ديمقراطية حداثية .

محمد المناعي

 

Partager cet article
Repost0
26 mai 2011 4 26 /05 /mai /2011 19:08

 


تعويض المساجين السياسيين أو التكسّب من النضال
بقلم: المناعي (نشر بجريدة الطريق الجديد 26 ماي 2012 )
يتواصل الجدل في الأوساط السياسية حول موضوع التعويض المادي للمساجين السياسيين واذ تتمسك حركة النهضة بضرورة رصد تعويضات مالية ضخمة لأتباعها فان الحركة النبيلة والنضالية التي قام بها المساجين السابقين من اليسار والمتمثلة في رفض مقايضة سنوات السجن و النضال ضد الدكتاتورية بالمال لفتت الأنظار وثمنها كل من آمن بان النضال واجب وليس منة او تجارة و فتحت الباب امام عدة تسائلات حول مشروعية التعويض وزمنه ومستحقيه ودور العدالة الانتقالية في هذا الملف .
ما انفكت حركة النهضة منذ توليها الحكم التعامل بمنطق الغنيمة حتى مع شركائها وتتناسى طبيعة المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد والتي تتطلب جدية في التعاطي مع الملفات العالقة ووضع مصلحة البلاد و تركيز اسس صلبة للديمقراطية فوق كل المصالح الحزبية والفردية الضيقة ، واذ تبدو نزعة الهيمنة على الادارة و الاعلام واضحة فان الفشل الذريع الذي منيت به في معالجة الملف الاقتصادي بعد نصف عام من الحكم يطرح بجدية العجز الواضح على قيادة البلاد والخروج بها من الأزمة ، ومواصلة لمنطق الغنيمة طرحت الحركة موضوع التعويض المالي لسجنائها في عهد بورقيبة وبن علي وتداولت الأوساط الاعلامية والسياسية مبالغ خيالية مرصودة لهذا التعويض تنبؤ بتشكيل طبقة من الغانمين من الثورة .
من جهة أخرى تطرح مشروعية التعويض ، فلطالما حوّل ماسكي السلطة اليوم السنوات التي قضوها في السجن الى موضوع للمزايدة و للتجارة السياسية والحال ان أجيالا تعاقبت على السجون منذ فترة الاحتلال الى العهد البورقيبي الى اليوم من المناضلين ضد الاحتلال الى المناضلين ضد الحكم الفردي من اليسار من الحزب الشيوعي التونسي ويساريي افاق و التيارات السياسية المنبثقة عنها اضافة الى النقابيين والطلبة واليوسفيين و اجيال من العروبيين البعثيين والناصريين وصولا الى التيارات الاسلاموية المختلفة التي دخلت في صراع مع السلطة الحاكمة من اجل الوصول الى السلطة وتنفيذ مشاريعها وعلى راسها اقامة الدولة الدينية التيوقراطية مما جلب لها سنوات من السجون والتعذيب و احكام تتراوح بين جرائم الحق العام و قضايا متعلقة بالنشاط السياسي واخرى بتهم العنف .
 لا شك ان من حق كل متضرر من الدكتاتورية التعويض عن ضرره غير ان النضال لا يعوض ماليا بل يكرّم صاحبه بعد اعادة فتح للملفات بجدية و اعادة التحقيق في عدة قضايا ،اذ يعلم الجميع ان الحملة التي شنها نظام بن علي على المنتمين للتيار الاسلاموي اختلطت فيها الأحكام بين جرائم حقيقية و تلفيق قضايا وهمية وحكم صريح على الانتظام في جمعية او حركة غير مرخص لها وغيرها مما يجعل من الخطأ وضع الجميع في سلة واحدة و سحب صفة النضال على الجميع، وربما يطرح السؤال الذي تخشى كل الأطراف طرحه ...النضال من أجل ماذا ؟ هل من أجل العدالة الاجتماعية و الحق في الشغل والكرامة ؟ هل من أجل الديمقراطية و التداول السلمي على السلطة ؟ هل من أجل احترام حقوق الانسان والمواطن ؟ ام من أجل ارساء دولة تيوقراطية و التداول على الاستبداد ؟
ان الضرر الذي لحق بالشعب التونسي سنوات القهر لم يقتصر على سجن وتعذيب السياسيين بقدر ما امتدت جذوره لكل شرايين الاقتصاد والحياة اليومية للناس حيث انتهكت اعراض و انتزعت املاك من اصحابها غصبا و نهب المال العام و طرد موظفين من أعمالهم والتضييق على المناضلين في عملهم وقوتهم ، ومن جرائم الدكتاتورية تهميشا جماعيا و اقصاءا لجهات بأكملها وحرمانها من التنمية العادلة و من جرائمها الفساد المالي و الاداري فضلا عن انتهاك حقوق الانسان داخل السجون وخارجها...هذه الممارسات وغيرها تتطلب حوارا وطنيا واسعا و تروّ في فتح الملفات و اعادة التحقيق في اغلبها من طرف مؤسسات محايدة عن السلطة وعن اي نفوذ حزبي من أجل التسريع باسترداد حقوق كل من انتزعت منه املاكه او عمله و ضمان العيش الكريم لكل من ادى به الضرر الى العجز عن كسب قوته ومعالجة ضحايا التعذيب والتنكيل واعادة الاعتبار لكل من ناضل عبر تكريمه دون مقايضة ما قام به من واجب بالمال خاصة اذا كان مصدر التمويل مالا عاما من أولويات المرحلة توجيهه للتنمية والتشغيل ولتركيز مؤسسات الدولة والقضاء على التهميش .
يبدو موقف مناضلي اليسار و العائلة التقدمية من ناشطين سياسيين وحقوقيين موقفا مشرّفا بعدم قبول اي تعويضات على سنوات النضال ، النضال الحقيقي ضد الحكم الفردي ومن اجل العدالة الاجتماعية والحريات العامة واحترام حقوق الانسان والتداول السلمي على السلطة هذا التنازل الذي أحرج دعاة المقايضة بالمال أكد الفرق بين من ناضل من أجل حزبه ومن ناضل من أجل شعبه و مهما يكن من أمر فان تفعيل العدالة الانتقالية ومحاسبة من أفسد ومن أجرم هو المدخل الضروري لطي صفحة الماضي وتوضيح الرؤية لكي لا يتحول النضال الى موضوع للمزايدة ولا الى مصدر للكسب المادي .

 

Partager cet article
Repost0

Présentation استقبال

  • : Manai Mohamed
  • : مدونة فكرية منفتحة على الواقع اليومي المعاش ... من أجل ثقافة أكثر عقلانية
  • Contact

Recherche بحث

Liens روابط