عود على بدء:

عود على بدء:

محمد المناعي

- طور الانسان كل أساليب حياته من نقل واتصال وعلاج وانتاج ...لكن مع الوباء عاد إلى نفس طرق القرون الغابرة وهي " الحجر الصحي " والعزل أو كا يسمى منذ 300 سنة بالكارنتينة ...وهي نفس الطرق التي استعملها المغول والفرس والعرب والرومان ...للفقراء والرؤساء والملوك على حد سواء ولم يجد بديلا عنها .

- طور الانسان كل أساليب عيشه خاصة الاكل والترفيه واللباس ، لكن مع الوباء عاد للبحث عن الدقيق والخبز والزيت ووسائل التطهير التقليدية من صابون وتهوءة ...كما المصري القديم في العهد الفرعوني أو العراقي القديم في العهد البابلي حين كان يحصل على نصيب من القمح والزيت وهو في عزلته زمن الأوبئة ويجفف أغطيته يوميا تحت أشعة الشمس الحارقة لتعقيمها .

- فتحت الرأسمالية كل الحدود الممكنة وغير الممكنة لتنقل البضائع والبشر والثقافات وصنعت تكتلات واتحادات ومنظمات للتضامن الموهوم ، لكن مع الوباء اعتصمت كل دولة بحدودها واغلقت موانئها واعادت رعاياها ووجهت سلعها لاسواقها بل عادت ممارسات القرصنة البحرية القديمة لنهب سفن الغذاء ...والدواء هذه المرة ...

وعلى سبيل الهزل طور الانسان كل أساليب تبادل الاموال واخرها العملات الافتراضية والتبادل الالكتروني ، لكن الى اليوم مازال من يحمل رزمة من الاوراق النقدية ويتوجه الى البريد للتبرع بها مثله مثل أي بدوي في العصور الغابرة يحمل صرة من العملة لبيت المال أو لشيخ القبيلة .

هذه الأوبئة كشفت عورة الانسانية وذكرتها بعلتها الأولى و مسحت عنها عديد المساحيق لتكشف عن الوجه الهرم القديم .