راجت في الاونة الاخيرة على صفحات التواصل الاجتماعي و منها صفحات جهادية صور لمجموعة من التلاميذ يرفعون رايات سود على سقف أحد المعاهد التونسية و يدلون بلافتة عملاقة رسم عليها صورة زعيم التنظيم الارهابي القاعدة ، أسامة بن لادن . بقطع النظر عن ردود الفعل و الاستغراب التي ميزت كل من راى هذا المشهد أو قرار وزارة التربية بتحجير هذه الانشطة المصاحبة لباكالوريا الرياضة فان نقاط استفهام عديدة تطرح في علاقة بهذا الموضوع الخطير . فالانفلات الحاصل في أرجاء البلاد و الاستهانة بمؤسسات الدولة مثلت مؤسساتنا التربوية وجهها الابرز حيث العنف و التسيب و خرق القوانين و الاستهانة بالنظم الداخلية و حيث النشاط المكثف للجماعات التكفيرية في محيط المؤسسات و التي بلغت ذروتها في فترة حكم تنظيم النهضة وكلنا يذكر الخيمات الدعوية التي تنتدب الشبان للقتال في سورية و لغسل ادمغتهم بلغت حد الجرأة و بسط صورة زعيم ارهابي على جدران مؤسسة تربوية ، هذه المؤسسة التي من المفروض أن تكون فضاء للعلم و المعرفة و التربية و العقلانية و التنوير ، كما تطرح المسالة من زاوية أخرى فهؤلاء الصبية المراهقين و الذين تعرضوا لتحويل وجهة أفكارهم ودفعهم للقيام بمثل هذا الفعل هم ضحية منظومة تربوية اهترأت و تآكلت و لم يعد فيها التعليم و الدرس رمز للترقّي الاجتماعي بل أصبحت فضاءات تفرخ المعطلين وهذا ما يتحمل مسؤوليته كل الاطراف المتدخلة من مربين و نقابات ووزارات اشراف و مجتمع مدني و سياسي و عموم المواطنين لاعادة الاعتبار للمدرسة العمومية و للبرامج الحداثية التي تصنع جيلا معتزا بوطنه لا برايات التنظيمات المتطرفة ، له رموزه الوطنية و العالمية لا قدوته أساطين الارهاب و التطرف ... و في الاثناء لا بد من الضرب على كل يدتقف وراء هذه الممارسات و تكرس التطبيع مع الارهاب
المناعي ، 24 أفريل 2014 ، نشر بالطريق الجديد الصفحة الشبابية بتاريخ
26 أفريل 2014