Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
18 novembre 2014 2 18 /11 /novembre /2014 02:15

بقلم : محمد المناعي 

     شخصية الرئيس في المخيال الشعبي التونسي تختزل المتناقضات و كل التمثلات التي تصل الى حد الأساطير601637 2916080717211 350237033 n ، فمن الناس من يستبطن صورة الفرعون فردانية و سطوة و منهم من يرى فيه المهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض عدلا و خيرا بعد أن ملئت ظلما و جورا و من الناس من يرى في الرئيس صورة الأب الحنون الذي يعطف على شعبه كما يعطف أب على أبنائه و يمن عليهم من خيراته ... هذه الصور استبطنها التونسي نتيجة تاريخ طويل من حكم السلاطين و البايات و الحكم الفردي و الحكم الاستبدادي وصولا الى المهزلة و الضعف و الانحلال الى أن عصف الدستور الحالي بصلاحيات الرجل الأول في الدولة تاركا صورة رمزية مرة أخرى محدودة المهام فاعلة تتطلب خصالا استثنائية فأي رئيس يريد الشباب ؟ .

شباب تونس الذي لم يعش الفترة البورقيبية في أوجها و لم يعرف من خصال الرؤساء السابقين سوى شخصيات مهزوزة الاول مجرد أمني يغطي ضعفه بالقمع و مصادرة الكلمة و الراي ، و الحالي شخصية فلكلورية أقرب لرئيس قبيلة منه لرئيس دولة ، يعبث بالدبلوماسية والعلاقات التونسية مع العالم ، العلماني المتأخون الذي أصبح يرى في الميليشيات لجانا لحماية ثورة لم يشارك فيها ، و يدافع عن دويلة قطر أكثر من دفاعه على مواطنيه الذين قسمهم الى متحجبات و سافرات و علمانيين و اسلاميين ، فقدت معه الدولة كل هيبة و كل جدية و اهتزت صورة البلاد بين الدول  .

شباب تونس لا يرى في الرئيس القادم صورة الزعيم المنقذ ، المجاهد الأكبر الذي تختزل صورته صورة الدولة و يختزل رأيه الصلاح للناس ، و لا يرى فيه صورة المستبد الذي يدير شؤون الدولة كما تدار عصابة مستندا على مافيات عائلية و مالية و قبضة أمنية يخاف الكلمة و اللحن و الصورة و اللوحة و كل تعبيرة حرة خوفا من زلزلة عرشه الأبدي وهو أيضا ليس ذلك الرئيس المهزوز الشخصية المرتجل الخيارات و المواقف المتسرع الذي يضحك الناس من تصرفاته و أفعاله و مواقفه و يسيء للدولة التونسية و شعبها .

الرئيس الذي نريد كشباب تونسي يضع نفسه في خدمة الدولة و الشعب مرهف الحس تجاه الرأي العام غير منقطع و لا منعزل و لا مقسم للناس مهما كانت قاعدة التقسيم جنسية أو طائفية أو حسب المواقف و القرارات ... خدمته للشعب تجعله يستمد منه قوته و جرأته في اتخاذ القرارات الصائبة ضمن صلوحياته ، رئيس ، هيبة الشعب تسبق عنده هيبة الدولة كجهاز لذلك فان حذره سيكون كبيرا تجاه الشعب الذي فوضه لحكم تونس .

الرئيس التونسي يجب أن يضع نصب أعينه مكانة تونس في محيطها الاقليمي دون انحياز حزبي او ايديولوجي أو طائفي فتونس صديقة كل الدول و مكانتها اقليميا يمكن أن يكون لها دور أساسي خاصة في ظل الوضع المنفلت في ليبيا جارتنا و التهديدات التي تواجه الجزائر و دول المنطقة التي تشهد تدميرا ممنهجا للدولة على يد عصابات اجرامية ارهابية متسترة بالدين . لذلك فالعلاقات الدبلوماسية التي على الرئيس القادم أن يبنيها يجب أن تقوم على الندية و تعيد صورة تونس الى مكانتها بين الأمم .الدبلوماسية التي سينسجها الرئيس القادم يجب أن تكفل رعاية مصالح تونس و التونسيين في الخارج دون تعريضهم للخطر و اصلاح ما أفسده المرزوقي من مغامرات دبلوماسية وترت العلاقات مع مصر و الامارات و الجزائر و غيرها و قطعتها مع سوريا ..و فتح التعاون الدولي أمام مشروع اقليمي لمحاصرة جيوب الارهاب و منابعه التي تغذيه و جيوب التهريب و انتهاك حرمة الحدود .

الرئيس الذي نريد يضع في مقدمة أولوياته رعاية أمن تونس و استقرارها بدعم المؤسسة العسكرية لحماية الحدود و القضاء على منابع الارهاب في مهده و تطوير أداء هذه المؤسسة الحيوية تكوينا و رسكلة و مالا و عتاد و اعلان الحرب المفتوحة على الارهاب .

الرئيس الذي ينتظره الشباب التونسي ليس مجرد تكنوقراط لادارة شؤون البلاد بل من هذا الشعب منبتا و هموما ، شخصية مناضلة تحظى باحترام الجميع لم تلوث أيديها لا بالمشاركة في سياسة فاسدة زمن الاستبداد و لا بمال فاسد يخاف الشعب في سره و علنه و يمثل صورة التونسي خير تمثيل .

الرئيس التونسي الذي نريد يكرس ثقافة المواطنة و يقطع مع عقلية الرعية سابقا و عقلية القبيلة حاليا ، موحد للتونسيات و التونسيين دون تمييز أو ميل ايديولوجي أو حزبي .

الرئيس القادم يجب أن يكون على العهد لا يحيد عنه صادق في تحالفاته و تمشيه السياسي غير متنكر لا لوحدة أو ائتلاف ساع نحو توحيد التونسيين على قاعدة برنامج اقتصادي و اجتماعي .

رئيسة أو رئيس تونس سيختاره الشباب دعما للتوازن داخل البرلمان و لصدق خطابه و قربه من مطالب الشابات و الشباب ليس من أذناب الماضي و لا مدعوما من تعساء الحاضر . انه رئيس كل التونسيين لذلك فعلى الشباب المشاركة بكثافة في الانتخابات الرئاسية بعد خيبة أمل و عزوف من الشباب في الانتخابات التشريعية .

التصويت سيكون لمن يحمل قيم الديمقراطية و العدالة الاجتماعية يعدل بوصلته على هواجس و هموم التونسيين لا على املاءات القوى الخارجية ليكون فعلا ابن هذا الشعب  

Partager cet article
Repost0

commentaires

Présentation استقبال

  • : Manai Mohamed
  • : مدونة فكرية منفتحة على الواقع اليومي المعاش ... من أجل ثقافة أكثر عقلانية
  • Contact

Recherche بحث

Liens روابط