Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
15 juin 2011 3 15 /06 /juin /2011 19:33

حوار بين ماركسي و سلفي يسمي نفسه " السرداب " في منتدى سعودي للفكر السلفي

الموضوع : هل تجتمع الماركسية والاسلام في شخص واحد

 

 

هذا الموضوع كان بطلب من مشرف 3 بعد استنكاره ايمان الماركسي بدين من الأديان وتحديدا الاسلام و طلب مني اضافة موضوع جديد ومع رغبتي في محاورته هو بالتحديد امتنع لأسباب خاصة به نرجو له التوفيق في اختيار من هو اهل بالحوار في هذا الموضوع و انا مستعد منذ هذه اللحظة
وشكرا

المشرف : وافق الدكتور سرداب على المُحاوره في هذا الموضوع
والذي هو بعنوان: "الماركسية والاسلام هل يمكن ان يجتمعان في شخص واحد؟"

وستُحَدَّد لكل مُحاور ثلاث مُشاركات
ستبدأ بصاحب الموضوع، يعرض فيها تصوره وحُججه وأدلته على أن الشيوعية لا تُناقض الإسلام وسيعقبها رد الأستاذ سرداب، إلى أن تنتهيَ الثلاث مشاركات المُخصصة لكل مُحاور

مرحبا بالمحاور في هذا الموضوع ...
لا يمكن ان تكون هناك شروط للحوار الا ادبيات الحوار واخلاقه وبالتالي الاحترام المتبادل ..
ومنطق الحوار يفرض على الذي يرى فرقا ان يبينه في نقاط واضحة للرد عليها اما من يقول بعدم التناقض فهو بكل بساطة دعوة للإطلاع على المنهجين من مصادرهما لكي نستنتج ان لا تناقض بين اهداف ومبادئ النظرية الماركسية ومقاصد الدين الاسلامي وانا بانتظار النقاط الاختلاف
لكي افهم سبب استنكار التوافق.ومرحبا مرة اخرى
ملاحظة : من المفترض ان يكون النقاش ثنائيا مغلقا كما تم الاتفاق مع مشرف 3

موافق على الشروط وسأضع مداخلتي الليلة بإذن الله

 

الشيوعية والإسلام
هل توجد إمكانية للجمع بين الشيوعية والإسلام فنقول مثلا ماركسي مسلم أو شيوعي سُني ؟
هذا الأمر لا نملك نحن المُسلمون الإجابة عليه فإخراج الناس من مِلة الإسلام أمر بالغ الخطورة وكما يقول شيخ الإسلام ابن تيْمِيَة رحمه الله:- "والذي نخْتاره أن لا نُكفِّرَ أحداً مِنْ أهلِ القِبْلَة " درء تعارض العقل والنقل 1/ 95
وأيضا الشيوعي لا يملك الإجابة على هذا السؤال
الوحيد الذي يُقرر الإجابة ويملكها هي الشيوعية نفسها هي المذهب ذاته ومِن مصادره المُعتمدة
وهذا الأمر شبيه الصِلة بشخص يقول أنا كاثوليكي مسلم
فالمعيار هو المذهب إذا كانت الكاثوليكية تقول أن المسيح هو الله فعليه أن يختار بين الكاثوليكية والإسلام وإلا فهو كافر بالكاثوليكية كافر بالإسلام
فالمعيار هو المصدر وليس دعاوى الأشخاص

قبل الخوض في المسألة ألفت انتباهك إلى أن لا وجه مقارنة بين مسلم ماركسي ومسلم كاثوليكي الأول انسان يجمع بين ايمان ديني و منهج وضعي في تسيير امور الدنيا والثاني يجمع بين معتقدان لا يجتمعان لأنهما دينان ومعتقدان ولكل حقائق ثابتة ومطلقة لا يتنازل عنها لإعتقاده بقداستها .أما الماركسية فهي منظومة افكار وضعها الانسان ووضع فيها نسبيتها أي لا قداسة فيها بل فكرة اما يقبلها العقل او يتجاوزها دون أي اشكال . هذا للتوضيح فقط.

في دائرة المعارف السوفيتية المجلد الأول ص46:- ( س:- هل يمكن قبول عضوية متدين في الحزب الشيوعي ؟
ج:- كلا لا يمكن ذلك فإن فلاديمير لينين مؤسس الحزب الشيوعي في الإتحاد السوفيتي كتب عام 1905 ما يلي :- نُصِّر على اعتبار الدين مسألة خاصة فيما يختص بالدولة ولكننا لا نستطيع أبدا أن نعتبر الدين مسألة خاصة بالنظر إلى حزبنا .. وتعارض الفلسفة الماركسية التي يعتنقها الشيوعيون التعاليم الدينية فليس هناك شيوعيون يؤمنون بالله ) . انتهى كلام الموسوعة
وتقول الموسوعة في مكان آخر :- ( علينا أن نوضح باستمرار أن الأغلبية العظمى من الشعب السوفيتي ملحدون ). وهذه الموسوعة مُعربة عن طريقة وكالة نوفستي للأنباء في موسكو
وفي المادة 52 من الدستور السوفيتي الجديد سنة 1977 :- الدولة ترعى الإلحاد العلمي وتحرم تلقين الدين مِن قِبل أي جهة
في القاموس السياسي السوفيتي الصادر في موسكو طبعة سنة 1967 تحت كلمة دين نجد هذا التعريف :- ( الدين فكرة وهمية نشأت في أذهان الناس مِن قوة خارجة تسيطر عليهم .)
وفي نفس القاموس السياسي تحت كلمة إسلام نجد هذا التعريف :- ( الإسلام يبرر الظلم الإجتماعي ويصرف الناس عن الكفاح الثوري

الفكر الماركسي مرجعه كتابات كارل ماركس وفريديريك انجلس وتعتبر اجتهادات الساسة فيما بعد مثل لينين وتروتسكي وماو تسي تونغ محاولات للتطبيق والتعامل مع الواقع تجاوزت في عدة احيان مبادئ الماركسية والامثلة عديدة ربما ابرزها قيام الثورة البلشفية في الاتحاد السفياتي في مجتمع بدائي اقطاعي لا كما وضعها ماركس والتي يجب ان تكون مرحلة تلي الراسمالية لتكتمل شروط قيامها وان اردت سقنا اخطاء التطبيق فهي عديدة ...
وانت تعلم ان اخطاء التطبيق ليست دليلا على فشل النظرية ... وتاريخنا العربي الاسلامي يشهد بذلك فظهور التشيع الاسماعيلي والازارقة الخوارج الداعين للعنف المنظم والحشاشين في بلاد فارس و دولة صالح بن طريف والقرامطة و غيرهم كثير في التاريخ الاسلامي وما جائت به من انحراف في العقيدة ليست دليلا على تشوش الاسلام وعدم امكانية التوحد حول كلمة واحدة وليس دليلا على فشل الاسلام كمنهج بل كل تجربة يتحمل اصحابها ازر نجاحها وفشلها انطلاقا من الدولة الاموية كأول تجربة للدولة ذات المؤسسات الى التجربة الخمينية التي يقول اصحابها انها مثال لنجاح الاسلام كدين ودوله .لم ولن تكون اخر تجربة للإسلام في الواقع وللماركسية في الواقع.

 

والدين في نظر ماركس يمثل أفيون للشعوب ( وهذا ذكره بالحرف في مقال له عن هيجل ) فالدين يغل يد الشعوب عن الثورة والتذمر فالدين أنشأته البرجوازية حتى تضمن عدم ثورة البروليتاريا (1)... والدين في نظر ماركس يُكرس الملكية الخاصة ويدافع عنها لذا فالدين يقف حجر عثرة في وجه الماركسية

من هنا ينطلق جوهر المسألة فقول ماركس "الدين افيون الشعوب زفرة الانسان المظطهد " لنلقي نظرة بسيطة على الكنيسة المسيحية خلال القرن التاسع عشر وقبله وخلال العصور الوسطى بأكملها حين كان رجال الدين يبيعون صكوك الغفران للمؤمنين بالمسيحية يوهمونهم بان غفران الرب يكون بمجرد الاعتراف بالخطيئة ودفع مقابل للكنيسة باعتبار ان رجال الدين ورثة المسيح في الأرض كما كانوا يوهمون الناس ... ونتيجة لذلك اصبحت الكنيسة الطرف الأكثر ثراءا في وقت ينتشر فيه الفقر والفاقة والأوبئة ولا تقدم الكنيسة أي دعم او مساعدة وتوهم الناس بان فقرهم في الحياة سوف يتحول الى غنى في الملكوت أي الجنة ...
ولا يوجد عاقل لا يقول ان هذا السلوك تخدير للناس و امل الجنة هو زفرة الانسان المظطهد أي الأمل الوحيد له بعد فقدان كل امل في الدنيا ...رغم ان المسيحية تحث على المحبة
ولقائل ان يقول لكن هل الدين المسيحي فقط كان يقوم بهذه الممارسات ... اطلالة على التاريخ تبين لن ان المعابد الهندوسية والبوذية الممثلة للديانتين كانت تملك الأراضي الشاسعة وتستعبد الناس للعمل في الزراعة رغم ان الديانتين تحثان على العدل.
وفي عالمنا الاسلامي نظرة على بلاد المغرب التي اهتم اكثر بتاريخها نتبين ان " الزوايا" التي انتشرت في القرون الوسطى والفترة التي ظهر فيها ماركس كانت هذه الزوايا التي يشرف عليها رجل دين يسمى شعبيا  الولي الصالح تفرض إتاوات على السكان وتمثل مؤسسة تعليمية واستشفائية طبعا بطريقة رعوانية و وظائف أخرى مثلت عين السلطة السياسية التركية على المناطق الداخلية وعامل تركيع لهذه الشعوب وجعلت من قداستها تتفوق حتى على قداسة الأنبياء واشاعة الكرامات والمعجزات لأشخاص بسطاء ... فكانوا يبيعون الوهم للناس وصح عليهم قول ماركس وغيره من عقلاء عصر التنوير
فالنقد الماركسي موجه للممارسة الدينية المنحرفة التي تبيع الوهم للناس لكن في كل امة ناس يؤمنون بالعدل ويعملون على تكريسه ولم تخلوا منه اوروبا والعالم العربي وغيره وهذا ليس معني بهذا النقد

ربما إلى هُنا تكون قد انتهت القضية ونقول إما إسلام أو ماركسية .. لكن ربما يقول قائل إن ماركس لم يفهم الإسلام فلم يخطر بباله التوفيق بين الأديـان لذا دعونا ندخل قليلا إلى أعماق الفكر الماركسي .....
_____________________
1-
الدين لم تُنشئه البرجوازية لضمان عدم ثورة البروليتاريا وأقوى البراهين على خطأ هذا التفسير أن الإسلام لم يكن قط إفراز المجتمع الطبقي في قريش ولم يكن مخدرا للفقراء بل حمل في طياته قيم مُستقلة خاصة به
والدين ليس أفيونا للشعوب كما يدعي ماركس فالدين لا يُبرر الظلم الإجتماعي ولم يُنشئه البرجوازيه حتى تنسى البروليتاريا حقوقها وطبعا كل هذه خرافات فما مِن نبي إلا ولقي مقاومة من الأسياد والأقوياء قبل غيرهم بل والقرآن نفسه يذكر أن المُترفون هم أول المكذبين للرسل والمقاومين لدعوتهم
{
وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ }سبأ34
وكانت يد أول سارق تُقطع هي يد المخزومية التي هي من أكبر بيوتات العرب فالإسلام لم ينشـأ بإيعاز من البرجوازيين ولم ينشـأ ساترا لهم بل جعل من الصدقة التطوعية زكاة مفروضة

لا يمكن لحديث عن البرجوازية والبروليتاريا زمن ظهور الاسلام فكل نظرية لها حيثياتها التاريخية الاسلام نشأ في مجتمع بدوي تقليدي تقوم فيه القبيلة بالدور الاجتماعي والسياسي والثقافي ولا وجود لبروليتاريا وبرجوازية التي هي مكونات المجتمع الراسمالي الذي جاء بعد المجتمع الاقطاعي الذي تطور عن المجتمع العبودي وبالتالي قمة الظلم كانت في الاستعباد الذي حاربته مقاصد الاسلام وروحه كما حاربت الماركسية قمة الظلم في اظطهاد البرجوازية للبروليتاريا بعد نهاية الاقطاع والعبودية وبالتالي الهدف واحد والسياق الزمني مختلف

يرى ماركس أن الدين يُشكل أحد البنى الفوقية بما في ذلك الفِكر والاجتماع والسياسة والتقاليد والقيم بينما الإقتصاد هو البنية التحتية الوحيدة للمجتمع وكل البنى الفوقية هي إنعكاس لهذا البناء التحتي (1) ولا توجد بنية فوقية واحدة مُستقلة وهذا يعني أن الدين عامل عارض يتم ازالته في مرحلة لاحقة تبعا للتحليلات الماركسية الشهيرة التي تمت بعد ذلك على يد المنظرين الشيوعيين فالدين نتاج لعلاقات وقوى انتاج معينة ..فالعامل الإقتصادي هو الفكرة الوحيدة التي من ورائها تتداعى النتائج المختلفة

إدخال الدين ضمن البنى الفوقية هذا يعني الإنكار الفوري للدين واعتباره مُنتج بشري
إذن التنظيرات الماركسية لا تحتمل عبارة – ماركسي مُسلم – فهذه العبارة خيانة لماركس ولكبار المُنظرين الشيوعيين
لكن هل فعلا على أرض الواقع عندما حَكمت الماركسية بدأت بإزالة الدين لأنه يتعارض مع الماركسية كما نحن ندعي ؟ دعونا نرى

البنى الفوقية هي الوعي بشكل عام وليس الدين بشكل خاص فالدين هو جزء من الوعي ووعي الانسان هو نتاج عدة عوامل فعمل رجال الدين الوثنيين جعل من الوعي العام يعتقد في حتمية تدخل الألهة في حياة الناس وعندما نزل كلام الله و انتشر تحول وعي الناس بوجود قوة تتحكم في مصائرهم الى الاعتقاد بوجود قوة اخرى مع دلائل على وجودها تمثلت في المعجزات المادية وغير المادية و قوة النص وتاثيره المباشر فصبح الايمان محركا اساسيا تغيرت وجهته عبر التاريخ بتدخل مذاهب و اراء بشرية حادت عن النص الصلي كما يبدو في المسيحية وكما يبدو في عدة مذاهب اسلامية غيرت من وعي الناس وسوف تغير ... هنا نلاحظ ان الوعي مرتبط بالمحيط المؤثر فوعي المسلم الصحابي يختلف عن وعي المسلم الذي ولد في اسرة شيعية ويختلف عن وعي المسلم الذي ولد في بيئة سنية او خارجية او قاديانية او غيرها فالبيئة تضفي بصمتها على الوعي مما يجعل من الانسان يخلص الى نتيجه مفادها ان ما يمارسه ضمن مذهبه هو العقيدة الخالصة والوعي الديني الأصفى وهذا قد يجلب الضرر للإنسان نفسه ولمحيطه وقد يتناقض مع المبادئ الانسانية التي حثت عليها الأديان الخالصة ومنها الاسلام المتجسد في القران النقي من كل تمذهب وبالتالي اريد القول ان البنية الفوقية الدينية للمسلمين ليست بالضرورة الاسلام الخالص بل هو مزيج من المؤثرات القبلية وتاثير برامج التعليم و المطالعات و المراجع التي اخذت منها الأفكار الدينية والمذهب الذي نشأ فيه وبالتالي يصبح الوعي بشريا في النهاية وليس الاهيا ونقده ومحاولة اصلاحه هو ضرورة لا ينكرها الاسلام و تدعو اليها المركسية .

طبعا هذه نظرة اختزالية غريبة في فلسفة ماركس وهذه أحد نقاط الضعف في فلسفته فالعامل العقائدي والقومي والنفسي والسياسي والإجتماعي ربما في بعض المجتمعات أقوى بكثير من العامل الإقتصادي (فتحالف قوى الأمة المسلمة من مُنطلق أنهم مُسلمين سيكون أعظم في النفوس وأبعث على الغيرة والدفاع ألف مرة من تحالف المسلمين العمال مِن مُنطلق أنهم عمال .) وقد قام ماركس باختزال صراع الطبقات وشرائح الأمم والمجتمعات فقام بتقسيم جميع الأمم والشعوب إلى برجوازية مُستغِلة وبروليتاريا مستغلَة وهذا تقسيم اختزالي سطحي الطبقات وشرائح الأمم والمجتمعات فقام بتقسيم جميع الأمم والشعوب إلى برجوازية مُستغِلة وبروليتاريا مستغلَة وهذا تقسيم اختزالي سطحي

نقد ماركس الاقتصادي موجه للرأسمالية التي تقوم تطورها على نهب البرجوازية لمجهود العمال وتكريس التفرقة وكل مظاهرها الاخرى هي نتاج لهذه العلاقة الاقتصادية الاجتماعية في ان . اما تحالف الأمة المسلمة كما قلت اهم من تحالف العمال ... فهذا طبعا هو ما نهدف اليه ومن الامة غير العمال ومن يستغل العمال لا يوجد في الامة الا من يعمل وينتج و من لا ينتج ولا يعمل ويستغل بقية العمال اقتصاديا وسياسيا وحتى دينيا عبر الفضائيات و غيرها

بعد أن وصل الماركسيون للحُكم قاموا بإغلاق الكنائس وهدمها أو تحويلها إلى متاحف وتبعا لمجلة التايم في عددها الصادر يوم 1-1-1956 فإن عدد الكنائس تقلص في الإتحاد السوفيتي من 46 ألف كنيسة سنة 1917 إلى 4 آلاف كنيسة سنة 1956
وقد هدم الماركسيون كنيسة العذراء للإيبريين ووضعوا مكانها تمثال لينين قرب الميدان الأحمر بموسكو وكُتب على قاعدة التمثال :- ( الدين أفيون الشعوب ) .
وفي البانيا تم هدم وإغلاق 2169 مسجد وكنيسة وتم تحويل كاتدرائية شكودرا الكبيرة إلى قاعة للألعاب الرياضية بعد كلمة أنور خوجة رئيس البانيا الشيوعي الشهير حين قال :- ( إن النضال ضد الفكر الديني يرتبط تماما بالنضال ضد الإمبريالية والتحريفية والكفاح من أجل الإشتراكية والشيوعية ).
إذن الدين مُساوٍ للإمبريالية ........ إذن الكفاح ضد الدين واجب ماركسي
وقامت روسيا بفرض الإلحاد على الناس بالقوة وكان الإلحاد إلزاميا والشيوعية مسألة حياة أو موت
يقول كارل ماركس :- لا شفقة على أصحاب الأديان (1) ويقول لينين مثل ذلك (2)
وينكر جيفارا المسيحية ويقول علينا أن نتعلم كيف نقتل الطوابير من البشر بسرعة أكبر (

نعود من جديد الى ان ما ذكرتهم هم محاولون لتطبيق الماركسية واصحاب مذاهب ان صح التعبير ( الماركسية اللينينية ) و( الماركسية الماوية ) وغيرها و ان كانوا على حق اولا هذا ليس موضوعنا ... فمعرفة الاسلام لن تكون من الامام الخميني او ابن تيمية بل من القران وقس على ذلك في كل مداخلاتك لنتفادى الأمثلة الواقعية التطبيقية من التاريخ التطبيقي الاسلامي والتاريخ التطبيقي الشيوعي.
ثم ملاحظة على ذكر اغلاق الكنائس لم يخلوا التاريخ من هدم واغلاق وتحويل لأماكن عبادة الاخرين فقد حول المسلمون المعابد والكنائس الى مساجد رغم ان الاسلام يحث على احترام الأخر واحترام معتقده وكذلك فعل المسيحيون في الاندلس سابقا بتحويل المساجد الى كنائس ... فالواقع مليئ بالأمثلة ولا يعني ان الاسلام يحث على هذا او المسيحية او الماركسية تحث على هذا .
هذا ما سمح به الوقت اليوم ساسعى لمطالعة بقية المداخلة والرد عليها واعلم ان ما اكتبه افكار مختصرة حينية ما ترغب في التوسع فيه تفضل وانا مستعد لذلك .
رجاءا تجنب نقل حرفي لأراء اخرين من غير مصادر المنهجين الماركسي والاسلامي لكي لا يتحول الرد عن ارائك الى الرد على عشرات الاراء ، انت حر في مطالعاتك لكن المنطق يقول ان ما تبنيته وتعتقد انه رايك تفضل وصرّح به فانا لا استطيع الرد على مقتطف من كتاب من غير المصادر ابدى رايه في المسألة في ظل غيابه ... أظن واضح وشكرا

حتى لا يتشعب بنا الحوار وندور في حلقة مُفرغة دعني أطرحك عليك عشرة أسئلة وأنتظر الإجابة الواضحة عليهـا

في البداية أنا ارحب بكل أسئلتك وسأسعى للإجابة عنها حسب ما يتيحه الوقت لكن بطبيعة الحال الأسئلة المتعلقة بالموضوع وهو اجتماع الإسلام والماركسية في شخص واحد وليس التناظر حول إيماني وإيمانك الذي لا يعلمه ولا يستطيع علمه الا صاحبه والخالق . والايمان في الاسلام واضح الشروط فلا داعي لسؤال من قبيل هل تؤمن بذلك؟ في كل فكرة تطرحها فلست مطالبا بالايمان بافكارك ولا انت مطالب بالايمان بافكاري انها المناظرة أقصى ما يمكن الوصول اليه هوالاقتناع وليس الايمان.
الفكرة الثانية قبل الانطلاق في الرد لكي لا نكرر العود اليها : انت تعلم جيدا ان التطبيق يختلف عن النظرية الأصلية لما فيه من اجتهادات المطبّق والظروف الواقعية للتطبيق ... فلنتفق على ذلك قبل كل شيء ان اعتبرت تطبيق المبدا والنظرية هو نفسه النظرية وستعتمد في امثلتك على ما طبقه لينين او ستالين او غيره من اجتهادات من قام بمحاولة تطبيق الماركسية ويتحمل هو نتائج تجربته لا الماركسية ... ان اصريت على اعتبار تجاربهم تمثل الماركسية لا ما نع لدي لكن سوف اسير في مسار معادل بأخذ الأمثلة من تطبيقات الاسلام ومن من اعتقدوا عبر التاريخ انهم طبقوا الاسلام ومثلوا تجارب مختلفة لا تخفى عليك بقطع النظر عن رايك فيهم ولدينا تجارب مختلفة مثل الإسماعيلية القرامطة والنزارية والحشاشين والفاطميين وبني العباس والأزارقة والاباضية والزيدية والاثناعشرية وغير ذلك من الفرق التي تقول انها تمثل الاسلام ...كما قال ماو تسي تونغ ولينين وستالين انهم يطبقون الماركسية .اخي الكريم لا يوجد في المصادر والمراجع الاسلامية أغنى من القران لبيان موقف الإسلام فأنا في انتظار آيات صريحة كبراهين على أرائك

الإسلام يؤمن بالملكية الفردية بل ويُقدسها ويؤمن بأن الشخص له الحق في امتلاك رؤوس أموال ووسائل انتاج فهل أنت تؤمن بالملكية الفردية ؟

ان كان سؤالك عن ايماني فقد وضحت اعلاه اما بالنسبة لأن الاسلام يؤمن وتقصد انه يقر بمبدا الملكية الفردية فهذا رايك يتطلب اية نقف عندها لتفادي التشعب فالملكية موضوع متشعب لا نستطيع اختصاره في قول ان الاسلام يؤمن بالملكية الخاصة او الملكية الخاصة لوسائل الانتاج .
وبالتالي سوف اثير بعض المسائل المتعلقة بالملكية في الاسلام واترك لك اختيار ايها نناقش :
بشكل عام تنبني مقاصد الاسلام على اعتبار الملكية لله وحده والآيات الدالة كثيرة ومعلومة لديك منها:
وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) المائدة ...
أما ملكية البشر فهي ملكية استخلاف أي مجرّد تصرّف" وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (55)النور. وفي اطارها فرّقت الشريعة بين ما يملكه الانسان لنفسه وهو نصيبه من الرزق ، بينما لا يملك ما يحقق المنفعة الجماعية اي شخص على غرار مال بيت مال المسلمين و المنافع العامة كالأسواق والمراعي والأنهار ( قال النبي الكريم : المسلمون شركاء في ثلاث ،الماء والكلأ والنار) والكلأ يرمز للأرض فالأرض بدون كلأ لا نفع لها اقتصاديا في البيئة الصحراوية لشبه الجزيرة وبالتالي" وسيلة الانتاج "الرئيسية التي يشترك فيها عامة المسلمين ان تعسفنا على استعمال مصطلح وسائل الانتاج على عصر غير عصره... اما عموما المنافع العامة لا تملك لأحد فلم يكن للرسول ارض يملكها الا ما بنا عليه منزله ولم يكن نمط الملكية السائد فرديا من الجاهلية وفترة حياة الرسول حيث كانت القبيلة هي التي تسيطر وتتصرف في الارض وليس الأفراد...كما ان الملكية المشتركة في رعي ابل وخيول الجهاد والذي لا يملكه احد من المسلمين لا الخيول ولا مرعاها بل هي مشتركة بين المسلمين...أما عودة لنص القران فلم يرد نص بحرمة الملكية الجماعية لما فيه نفع للمسلمين وان اردت النقاش في هذا تفضل فقد حاولت اختصار الاختصار في مسألة الملكية وان كان هناك ما يعارض قولي في القران فذكرني به

الإسلام يبالغ في الدفاع عن الملكية الفردية الخاصة ويُوجب قَطع يد مَن يُحاول التعرض لها ونصوص السرقة والحرابة لم تتنزل إلا في مَن يتعرض للملكية الفردية بأذى

هذا سؤالك الثاني ان حذفت منه الجزء الأخير هل تؤمن؟ لسبب بينته ان حكم الاسلام في السرقة لا علاقة له بملكية فردية ولا جماعية فحتى في الماركسية لكل نصيب من الثروة حسب حاجته وهذا النصيب لا احد من حقه التعدي عليه بالسرقة او بغيرها بل السرقة العلنية هي ان يمتلك شخص واحد مصنع يشتغل فيه الألاف ولا يحصلون الا على جزء من نصيبهم (من عرقهم) مقابل استحواذه على اموالهم ومصائرهم دون يعمل هو فعليا ويحصل على مال دون تعب لهو السرقة بعينها واكل اموال الناس بالباطل .هل من مانع في ظل الملكية الخاصة ان يشتري شخص واحد كل أراضي المسلمين ان كان قادرا فيتحكم في قوتهم ومصائرهم ... مقاصد الاسلام لا تقدس الملكية الفردية كما قلت انت سابقا بل مقاصده العدل والمساواة واعلاء شأن الانسان وكرامته في الارض فاينما تحققت تحققت مقاصده .
الإسلام يعتبر أن التفاوت بين الطبقات سُنة كونية لا مجال لدفعها {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً }الزخرف32 ومجرد جعل الطبقات طبقة واحدة هذا يناقض الإرادة الإلهية فالتوجه القرآني في الصراع لا يتوجه إلا إلى الصراع بين الحق والباطل الكفر والإيمان والإسلام يقف إلى جانب المظلوم أيـا كان حتى لو كان صاحب العمل ..
الاية القرانية التي ذكرتها من سورة الزخرف لا ادري من اين اتيت منها بمفهوم التفاوت بين الطبقات سنة كونية فالقران يخاطب الناس دائما بضمير الجمع أي لا يفرق بين طبقات ولا يتعامل بمنطق الطبقات اصلا لأن الناس سواسية ولا فرق بينهم الا بالتقوى هذا من ناحية اذن قولك الطبقية سنة كونية هو راي خاص بك لا علاقة للقران به ... لنعد الى الأية وقد احسنت بالاستشهاد بالقران باعتباره اصل الفكر الاسلامي فقول الله نحن قسمنا بينكم معيشتكم أي ان الله قسم المعيشة وقسمة الله لا تكون الا عادلة اما الواقع الغير عادل والظلم والشر فالانسان مسؤول عنه بالحياد عن القسمة العادلة الالاهية .
وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّا فان كان المقصود ًبالتفاوت معنويا أي في الايمان فان التسخير سيكون في العلم والتقوى تماشيا مع عدم التمييز الا بالتقوى فالعالم مسخر لمن لا يعلم ليعلمه وان كان التفاوت ماديا فهو من تحصيل الحاصل فحاجيات الناس تختلف وما يستطيع تقديمه كل فرد يختلف عن الأخر لذلك من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته والعدل يقتضي التمييز بين الفرد والاخر حسب ما يقدمه وما يحتاجه في نصيبه من الرزق وهذا لا يتعارض مع طبيعة الملكية خاصة او جماعية وبالتالي يكون هنا التسخير فكل فرد مسخّر لنفسه ولغيره ( لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّا ).
اما الصراع فهو قائم في كل الحالات ضد الظلم والقهر والاستعباد واكل اموال الناس بالباطل والجشع والغش في كل الشرائع والمذاهب الانسانية فالصراع ليس هدفا في حد ذاته حسب الماركسية والدليل انه ينتفي بانتفاء الظلم أي ظلم طبقة لأخرى وهيمنة طبقة على اخرى

وهذا معلوم من الشعار الخبيث يا عُمال العالم اتحدوا

هذا لا رد عليه لإحتواءه على مشاعر خاصة لا علاقة لها بالحوار ولا بالمسألة فلا القران يحرم تعاون واتحاد العمال ولا الاتحاد يقلق أي طرف الا اذا كان يريد التفرد بكل واحد لنهبه وبالتالي الاتحاد يهدد اهدافه ...ولن ارد مستقبلا على مشاعر خاصة سقطت سهوا او تعمدا في حوار جدي

أذكر لي مَزية واحدة توجد في الشيوعية ولا توجد في الإسلام بشرط ألا تتعارض مع الإسلام ؟ مزية واحدة تجعلك تتشبث بالشيوعية وفي نفس الوقت تقول أنا مسلم

أعيد ان الحوار ليس عن ايمانك او ايماني هو عن موضوع محدد تعلم عنوانه اما قولك تتشبث ب كذا وتقول انا كذا فهذا ما لا وجود لدليل عليه فلم نطرح مسألة معتقدك ومعتقدي فكل ما أعرفه انك تضع في معرفك مسلم وكل ما تعرفه انني اضع في معرفي شيوعي واننا مختلفان حول موضوع معين اما ما تستنتجه انت فهو خاص بك ...
بالنسبة للمزايا فان كان في موضوعين مزايا او حتى مزية واحدة هل هو مبرر للتخلي عن احداهما بل الجمع بين المزايا هو الأقرب للإختيار دائما ولا مجال هنا للتفضيل

قامت أقوى التنظيرات الماركسية على أزلية المادية وعلى أسبقية المادة على الفكر فهل أنت تؤمن بذلك ؟

ان حذفنا فهل أنت تؤمن بذلك ؟وعوضناها برأيي في المسألة اقول ان اسبقية المادة على الفكر هي فكرة اساسية في الماركسية وبدونها تعود الماركسية الى مرحلة الهيغلية أي لا ماركسية بدون هذه الفكرة وهذه الأسبقية اكدها العلم بل ماركس اخذها عن العلم وربطها به وبما ان الماركسية والعلم لا تدرس ما يخرج عن الطبيعة او ما يأتي قبلها او بعدها بل موضوعها الطبيعة فحسب وبالتالي في اطار هذه الطبيعة فالمادة سبقة عن الفكر ولا تعارض مع الدين الاسلامي لعدة سيأتي بيانها ان كانت الحاجة لذلك فانت لم تطلب الا التعرّف على ايماني بهذا وانا قدمت لك رايي لأن ايماني وايمانك ليس محل نقاش فان رايت اختلاف في اولية المادة بين المنهجين فبين وجه الاختلاف من القران وسوف يتم الرد

لماذا كل الشيوعيين في الإتحاد السوفيتي وألبانيا المُسلمة ملاحدة كما تُقرر دائرة المعارف السوفيتية ؟

أولا ليست مهمة الماركسية دعوتهم للإيمان بدين معين فهي عامة لكل الناس والملحد هو انسان وجد قبل الماركسية بالاف السنين وليست مهمة الماركسية اثنائه عن الحاده بل مهمة الأديان اقناعه بالعدول عن الالحاد او قبوله كمختلف وما تقرره دائرة المعارف السفياتية من ان كل الشيوعيين ملحدين في البانيا او غيرها هذا أولا يلزمها ولا يلزم النظرية ثم ان احصاء درجة ايمان الناس لا يقبله عاقل فهل تصدقني لو قلت لك ان كل من قال انا مسلم هو مؤمن حقا بكل ما جاء به الاسلام؟ أنا وانت نعلم الجواب .هذا مع الاشارة الى ان موضوع دوائر المعارف السوفيتية والبانيا لا علاقة لها بالنظرية الماركسية التي نناقشها

أين أجاز ماركس أو أنجلز دخول الدين في المنظومة الشيوعية بعد وصولها لمرحلة سيادة البروليتاريا ؟

الدين من حيث هو ايمان لا احد يستطيع امر الناس بالايمان او الكفر فلا سلطان على القلوب وليس مهمة ماركس اجازة او منع الناس من الإيمان بمسلّم معين فلو كانت النظرية للملحدين لما اسسها اصلا في محيط مسيحي فهي موجهة لجميع الناس وهو يعلم ان نسبة الملحدين في العالم لا تكاد تذكر.
على كل لاحظت قلة الايات القرانية كشواهد مقابل آراءك الشخصية هذا يجعلنا نناقش اراءا بشرية حمالة للخطا قابلة للنقد وبالتالي نناقش رايك في الاسلام وليس الاسلام الذي تنطق به الأيات القرانية

طبعا هذا خطأ قاتل فلا فرق بين الماركسية والكاثوليكية والهندوسية فكلها مذاهب تدعي الشمولية .. فالشيوعية تتبنى تفسيرا للوجود كله تتبنى تفسيرا لكل التطبيقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية فهي مذهب متكامل بل هي تدعي أنها تحمل الحتمية التاريخية أي أنه لابد في نهاية الأمر من الوصول للشيوعية فواضعوها لم يضعوا المذهب لافتراض أنه مُجرد فكرة إما يقبلها العقل أو يتجاوزها بل اعتبروها حتمية مادية حتمية تاريخية لا مناص منها فهي منهج وضعي لكن بروح الحتميات الدينية لذا يقول أندريه جيد الكاتب الفرنسي الشهير :- ( إن إيماني بالشيوعية يُشبه إيماني بدين وأنها البُشرى للإنسانية بالنجاة ولو اقتضى نجاحها بذل حياتي لبذلتها في سبيلها غير متردد .) و ماركس كان يُدعى أصغر أنبياء بني اسرائيل وكتاب رأس المال كان يُدعى التوراة الجديدة (1) .فالشيوعية دين مكتمل العناصر يا عزيزي

انت قلت ان الشيوعية دين مكتمل العناصر هذا رايك ومن قال ان ايمانه بالشيوعية يشبه الايمان بالدين احساسه ومن قال لعلي بن ابي طالب انت الإله ومن قال انا مسلم واقر بميرزا غلام احمد نبيا ... الناس تقول ما تشاء عن احاسيسها فليس لي الحق منطقيا التدخل في ايمان الناس واقو لا ان ايمانه كان مختلفا... لكن هل قال ماركس او انجلس ان الماركسية دين ؟ لم يحصل ... اما ما قلته في البداية من انها منظومة فكرية فهي كذلك وكلمة فكرية تحيل الى البشري النسبي المحدود والحتمية الماركسية هي من الحتمية العلمية وليست من الحقيقة المطلقة المسلم بها الدينية ... الأمر يختلف.
طبعا هذا خطأ قاتل فلا فرق بين الماركسية والكاثوليكية والهندوسية فكلها مذاهب تدعي الشمولية
أما هذا الحكم فيجعلك تدخل مع الأديان الإسلام وانا لا أقول تدعي الشمولية بل تقر الشمولية من حيث انها تكون منظومات متكاملة اما الفرق فيها فهو بين الأديان السماوية والأديان الوضعية والنظريات الفكرية هو المصدر الاهي المقدس في الأولى والمصدر الوضعي المقدس في الثانية والمصدر البشري النسبي في الأخيرة وشتانا بين هذا وذاك والأمثلة التي ذكرتها تنتمي للفئات الثلاثة المبينة .
-
بالنسبة للصور والحديث عن ستالين وعن الجرائم فقد اشرت الى اني لم ارى علاقة لها بموضوعنا فهل نأت بصور لنبش العباسيين لقبور بني امية ام لإغتيال الصحابة ام لمجازر الشيعة في السنة والسنة في الشيعة م لخوازيق البايات الأتراك في بلاد المغرب والشام لنبيّن ممارسة المسلمين او الذين قالوا انهم مسلمين وننسب ذلك للإسلام طبعا لا لذلك اكرر ان امثلة الواقع لا تسيء للأصل أي للنظرية وهذه نقطة مبدئية فهذه الجرائم تسيئ لتاريخ كل البشرية سواء قام بها مسلم او ماركسي او بوذي هي في النهاية جريمة والأديان والمنظومات الفكرية الانسانية لا تحمل وزرها

هذا اعتراف قاتل بان الدين احدى البنى الفوقية وهذا يعني أنه إحدى انعكاسات البنية التحتية وبالتالي الدين عامل عارض يتم ازالته في مرحلة لاحقة تبعا فالدين نتاج لعلاقات وقوى انتاج معينة ..فالعامل الإقتصادي هو الفكرة الوحيدة التي من ورائها تتداعى النتائج المختلفة هكذا يؤسس ماركس للبنى الفوقية والبنى التحتية وعندما تقول أن الدين إحدى البنى الفوقية وتقصد بذلك ما يقصه ماركس فهذا ليس خروجا من الإسلام فحسب بل خروج من كل الأديان فهل أنت تقصد بالبنى الفوقية ما يقصد ماركس ؟

مرة اخرى تقفز الى فكرة الخروج عن الاسلام دون تبين وجه التعارض في هذه الفكرة .. ولم افهم مات تقصد بان الدين عامل عارض ان كان قصدك انه متحول فهذا ضروري فلولا تنازل الناس عن اديانها القديمة لما ظهرت اديانا جديدة في التاريخ فالذين امنو بما جاء به الاسلام كانوا يؤمنون باديان اخرى وبفكرة اخرى وتصور اخر للوجود تخلوا نها لصالح معتقد جديد هو الاسلام هل تعتبر هذا سلبيا ؟ بالعكس هدف الدين الاسلامي استقطاب مؤمني الأديان الأخرى وبالتالي يحمل في منهجه فكرة امكانية ان يغير اللانسان اعتقاده لما يراه انه الأفضل وبعد الاسلام مفهوم الردة او التنصر هو شكل اخر من شكال تغيير الدين فوعي الانسان او البنى الفوقية هي نتاج واقع ومحيط تتغير بتغيره وهذا لا ينكره الاسلام ولا المسلمين كما بينت

فأنا أطلب منك أن تتواضع تواضع الباحث المنصف عن الحق وأن تُقر بأن الشيوعية فكرة بالية مُشوهة نظرية وتطبيقا لا تُزكي نفسا ولا يرفع بها صاحبها رأسا وأنك تؤمن بالإسلام وبما جاء به القرآن رغم أنف أي نظرية مادية رغم أنف أي شطحة فكرية وساعتها سنضعك فوق رؤوسنا وستكون أخا حبيبا لنا جميعا .....

جمعنـا الله وإياك في جنات خُلد ودار مقـام

بالنسبة للكلمات المسطرة هي مشاعر شخصية نحترمها لأننا نحترم الأخر وفكره ولأن لا سلطان على مشاعره وندعوه للتعبير عنها في مجالات اخرى غير الحوارات الجادة وكلنا نعلم ان الاساءة الى ما يعتقده الأخر هي دعوة الى الاساءة لما نعتقده وهذا نحن في غنى عنه مع قليل من الحكمة ... وما قلته في اخر الجملة تشكر عليه رغم اني لم افهم ضمير الجمع نحن تدل على من ؟؟؟والاختلاف لا يفسد للود قضية

 

ملاحظة : الإسلام يعتبر أن التفاوت بين الطبقات سُنة كونية لا مجال لدفعها {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً }الزخرف32 ومجرد جعل الطبقات طبقة واحدة هذا يناقض الإرادة الإلهية فالتوجه القرآني في الصراع لا يتوجه إلا إلى الصراع بين الحق والباطل الكفر والإيمان والإسلام يقف إلى جانب المظلوم أيـا كان حتى لو كان صاحب العمل .. بينما الغاية النهائية من الماركسية كما يُقرر أنجلز في كتيب نظرية العُنف أن الغاية أن يتم تنمية شعور الطبقة العمالية بالحقد الطبقي حتى يصل حقدها يوما إلى الإنفجار والإجهاز على الطبقات الأخرى من خلال عمل دموي عنيف تسود فيه في النهاية الطبقة العُمالية كطبقة واحدة -وهذا معلوم من الشعار الخبيث يا عُمال العالم اتحدوا - ... ما هو التوجه الذي تنحاز إليه هل التوجه القرآني أم توجه أنجلز ؟ ((( أنت لم تُجب عن هذا السؤال وتجاهلته تماما !!!!! أجب يا زميل

الاسلام لم يتعامل اصلا بمنطق الطبقات والامة الاسلامية امة واحدة لا تمييز بين افردها الا بالتقوى وبالتالي لا وجود لتمييز اقتصادي وبالتالي راي الماركسية وراي الاسلام هو العدل واليك اجابتي السابقة
الاية القرانية التي ذكرتها من سورة الزخرف لا ادري من اين اتيت منها بمفهوم التفاوت بين الطبقات سنة كونية فالقران يخاطب الناس دائما بضمير الجمع أي لا يفرق بين طبقات ولا يتعامل بمنطق الطبقات اصلا لأن الناس سواسية ولا فرق بينهم الا بالتقوى هذا من ناحية اذن قولك الطبقية سنة كونية هو راي خاص بك لا علاقة للقران به ... لنعد الى الأية وقد احسنت بالاستشهاد بالقران باعتباره اصل الفكر الاسلامي فقول الله نحن قسمنا بينكم معيشتكم أي ان الله قسم المعيشة وقسمة الله لا تكون الا عادلة اما الواقع الغير عادل والظلم والشر فالانسان مسؤول عنه بالحياد عن القسمة العادلة الالاهية .
وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّا فان كان المقصود ًبالتفاوت معنويا أي في الايمان فان التسخير سيكون في العلم والتقوى تماشيا مع عدم التمييز الا بالتقوى فالعالم مسخر لمن لا يعلم ليعلمه وان كان التفاوت ماديا فهو من تحصيل الحاصل فحاجيات الناس تختلف وما يستطيع تقديمه كل فرد يختلف عن الأخر لذلك من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته والعدل يقتضي التمييز بين الفرد والاخر حسب ما يقدمه وما يحتاجه في نصيبه من الرزق وهذا لا يتعارض مع طبيعة الملكية خاصة او جماعية وبالتالي يكون هنا التسخير فكل فرد مسخّر لنفسه ولغيره ( لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّا ).
اما الصراع فهو قائم في كل الحالات ضد الظلم والقهر والاستعباد واكل اموال الناس بالباطل والجشع والغش في كل الشرائع والمذاهب الانسانية فالصراع ليس هدفا في حد ذاته حسب الماركسية والدليل انه ينتفي بانتفاء الظلم أي ظلم طبقة لأخرى وهيمنة طبقة على اخرى

محمد المناعي .

Partager cet article
Repost0

commentaires

Présentation استقبال

  • : Manai Mohamed
  • : مدونة فكرية منفتحة على الواقع اليومي المعاش ... من أجل ثقافة أكثر عقلانية
  • Contact

Recherche بحث

Liens روابط