Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
1 novembre 2011 2 01 /11 /novembre /2011 22:00

الناظور تغرق : من الغيث النافع الى الغيث الضار

390609_237027626352320_139705892751161_561864_824990148_n.jpg

على اثر نزول الأمطار سجلت معتمدية الناظور ثلاثة حالات وفاة ناتجة عن الغرق ، كما عرفت المدينة يوم 1 نوفمبر 2011 تهاطل معدلات أمطار تساوي منسوب 6 أشهر خلال حوالي يومين أدى ذلك الى غمر السيول كافة شوارع المدينة متسببة في تعطيل حركة السير و قطع الطرق حيث حالت المياه دون وصول التلاميذ من مناطق مختلفة على غرار الخضراء و زقيدان وزواغة والمريقب و الشعاليل وغيرها  وحتى من المدينة نحو اعداديتي ابن الجزار و ابن رشد ... و اذ تبشر الأمطار بموسم فلاحي جيد فان تجاوزها المعدلات العادية جعل منها أمطارا كارثية أضرّت بالمنازل والممتلكات و جرفت التربة و المزروعات الورقية وغيرها كما دمرت جانبا من البنى التحتية و تركت عدة تسائلات حول  قضية البناء الفوضوي بمجاري الاودية و المناطق المهددة بالفيضان و نقص او غياب قنوات تصريف مياه الأمطار مما يجعل من الطرقات مجاري اصطناعية لمياه السيلان

لا بد من فتح حوار محلي وجهوي ووطني حول حماية عدة مدن ومن بينها الناظور من خطر الفيضانات و ارساء التجهيزات الضرورية للتصريف و لكي لا تتحول الأمطار الى غيث ضار بعدما اعتقدها البعض غيثا نافعا.

        محمد المناعي

389943_237028586352224_139705892751161_561892_194286124_n.jpg

صور فراس  

Partager cet article
Repost0
1 novembre 2011 2 01 /11 /novembre /2011 21:43

Emna Menif - آمنة منيف  Je quitte Afek Tounes

emnamnif2.jpg


Lorsque j’ai participé à la création de Afek Tounes en mars 2011 et me suis engagée dans l’action politique, j’avais pour unique dessein de prendre part à l’édification d’une Tunisie résolument tournée vers la Démocratie, le Progrès et la Justice Sociale. Pendant des mois dans toutes les régions du pays, lors de grands meetings publics ou de réunions restreintes avec les militants et les citoyens, parfois dans les media, en tant que porte parole du parti, mais souvent à l’écart des feux des projecteurs, j’ai servi avec dévouement, ferveur, sincérité et intransigeance. J’ai accompli la mission de servir mon Pays sans compter et de me faire la porte voix de mon parti sans m’écarter de ses valeurs et de ses principes me rangeant derrière sa discipline même lorsque certaines divergences apparaissaient. La Tunisie a réussi la gageure de ses premières élections libres depuis l’indépendance. Il nous revient aujourd’hui de lire leurs résultats et de décrypter le message des tunisiens. Nous nous devons aussi d’opérer notre autocritique en toute responsabilité, d’en tirer les conséquences et de clarifier nos positions, sans quoi nous ne saurons ni rassembler ni offrir l’alternative politique. Cela suppose une cohésion et une vraie volonté. Un cumul de divergences profondes avec le directeur exécutif du parti Afek Tounes y font obstacle et me poussent aujourd’hui à démissionner de ce parti. Pour autant, je demeure et demeurerai la femme engagée que j’ai toujours été, plus que jamais au service de mon Pays, dans une démarche de rassemblement pour la Démocratie, le Progrès et la Justice Sociale que j’ai toujours prônés et pour lesquels j’ai œuvré, au delà des calculs politiciens, des egos et des ambitions.( Emna menif)

Partager cet article
Repost0
20 octobre 2011 4 20 /10 /octobre /2011 18:06
الخلافة السادسة : عبد الواحد يستعيد الخطاب الأصلي أو الديمقراطية منتجة الاصولية
بقلم : المناعي
نشر 20 نوفمبر 2011
بين حمادي الجبالي مرشح حركة النهضة لرئاسة الحكومة و وحيد أو عبد الواحد الرجل البارز في التنظيم خلال الثمانينات ما يقارب الثلاث عقود ... وبين حركة النهضة و الاتجاه الاسلامي ما يقارب نفس الفترة ، لكن بين خطاب الخلافة الراشدة السادسة و الاشارات الربانية وفتح القدس ...و مطالب ثورة 14 جانفي أربعة عشر قرن انزلق نحوها الاخ عبد الواحد وحركته مبشرا بنظام بدائي ممزوج بالقداسة بعد ان مات المئات وجرح الألاف من أجل نظام ديمقراطي يقرر فيه الشعب مصيره بنفسه عبر صناديق الاقتراع ...
لم تكن الخطورة في لفظة الخلافة التي أسالت الكثير من الحبر في الصحافة والاعلام ... فهو نظام كلياني يبشر به حزب التحرير ايضا وخاصة ...ولم يكن الخطاب السياسي الممزوج بالدين ما يلفت الانتباه فلم تخلو خطابات النهضة من توظيف للدين و لم تخلو خطابات قواعدها من هذا المعجم في كل المناسبات وبالتالي لم يقم السيد حمادي سوى اخراج المارد من قمقمه و اخراج الخطاب القاعدي الى القمة والى وسائل الاعلام .
ولكن الملفت هو الاخراج الأصولي للخطاب الذي يجعل فيه نتائج انتخابات كانت النهضة فيها صاحبة الأكثرية ارادة ربانية و استعمل في ذلك معجما احتوى على الفتح و الاشارات الربانية و تحرير القدس و خاصة  مصطلح الخلافة  " الراشدة" فرغم ضعف المعرفة التاريخية لأغلب الناس وحتى لشريحة واسعة من روّاد التيارات الاسلاموية والذي يكرس فهما متداولا لصورة الخلافة كصورة لوحدة المسلمين والعرب ...جهلا منهم بالتاريخ ...لم يسجل التاريخ خلافة وحدت كل المسلمين منذ الفتنة الكبرى الى بداية القرن العشرين ... وما اشارة زعيم النهضة للخلافة الراشدة سوى مغازلة لمشاعر اتباع الحركة واشارات الى الخارج بان الحكم وفق نظام الخلافة وارد بل مطروح ويجب ان تتعود به الأذان مستقبلا ...فالخلافة الراشدة توحي في ما توحيه بالقداسة فهي على خلاف الخلافة الأموية التي احتكرت الحكم عرقيا و هي ليست الخلافة العباسية التي نبشت قبور بني أمية وهي على خلاف الخلافة العثمانية التي سلمت فلسطين لبريطانيا والصهاينة ...لكنها خلافة الحكم بحق الهي وما تعنيه في ذهن العامة من قداسة لأبي بكر و عمر و عثمان وعلي ...وعمر بن عبد العزيز ولما لا اضافة خليفة جديدا سادسا بعد ان من الله على النهضة بنصر وفتح مبين على من سماهم أتباعها خلال الحملة الانتخابية أحزاب الكفر  ... 
يجب ان لا يفقد التسلسل بريقه ... نفس الزخم الوجداني الذي يربط بين دولة النبوة و دولة الخلافة الراشدة و دولة سلطة النهضة ...خط رابط متين ...كيف لا و الصناديق اختارت من اختارت نتيجة خطاب يبشر بتطبيق شرائع القرن الأول للهجرة و يسجل في صفوف العامة المنساقة وراء ديماغوجيا بمسحة قداسة خيبة أمل كل تصريح حول المساواة وحقوق المراة وعدم اغلاق النزل و الحانات و الالتزام بمجلة الأحوال الشخصية وعدم الإعتراف بتعدد الزوجات ...هذا الخطاب المحبط للقواعد النهضوية سرعان ما طمأن " الأخ عبد الواحد " رعيته بفتح مبين وخلافة راشدة سادسة .
تكونت صورة عند بعض المهتمين بالشأن السياسي قوامها ان حركة النهضة تطورت عما كانت عليه سنوات ماء الفرق و التفجيرات وفرض الحجاب واغلاق الحانات و النزل والتحول للزراعة والصناعة و تحجير سفر المراة الا مع محرم ...وفصلها عن الذكور و مراجعة حقوقها الأساسية في الزواج والطلاق والتبني والكفالة والعمل وممارسة حقها في تقلد المناصب بما في ذلك السيادية والقضاء وغيره ...
تصريحات الأخ الجبالي أعادت عقارب الساعة الى الوراء كثيرا لفترة تناسيناها ...نفس الرموز ونفس الشخصيات ونفس الوجوه لكن بتصريحات بدت غير متصلة منذ العودة الى ارض الوطن والبروز في الإعلام بعد ان حطت الإحتجاجات أوزارها وبعد ان واجه المواجهون غطرسة بن علي وواجه الثوار بصدور عارية آلته القمعية ...فبدت النهضة احيانا حداثية أكثر من الحداثيين في حديثها عن الحريات و حقوق الانسان و يسارية أكثر من اليساريين في حديثها عن العدالة الاجتماعية والتوازن بين الجهات و محاربة التهميش والتفقير ...مع الحفاظ على خطاب قاعدي قوامه الهوية والدين واللعب على مشاعر بسطاء القوم ...هذا الخطاب سرعان ما اعتدل ليتناسق من جديد مع خطابات الماضي فشيخنا الجليل تخلى عن مقولته السابقة بان مجلة الأحوال الشخصية مكسبا ليعبر عن احترازه على قانون التبني المخالف للشريعة و عن اعتبار العنوسة من تداعيات منع التعدد في الزوجات... وعن السياحة الحلال والسياحة الحرام والبنوك الربوية وغير الربوية واثارة مسالة الهوية وصولا الى التبشير بدولة الخلافة اثناء زيارة لمصر وتأكيد ذلك من قبل الشيخ الثاني في الحركة مرشح رئاسة الوزراء أثناء اجتماع بسوسة شيخنا الجليل مبشرا بخلافة سادسة ...
أعادت هذه التصريحات الأنظار الى مواقف القيادات النهضوية السابقة التي يبدو انها لم تعد سابقة سننتظر شبيهاتها في مواضيع مختلفة :
فقد جاء في كتاب الحريات العامة لراشد الغنوشي أن " سلطان الأمة مقيد بسلطان الشريعة ..." ( ص 169) و أن " انتزاع سلطة التشريع الأصلي من يد الدولة وايكالها الى جهة عادلة محايدة هي شريعة الله يمثل اضافة اسلامية " ( ص 221).
ولئن يستغرب المتابعين اليوم لمواقف حزب التحرير من رفض التعددية الحزبية فإن الكثير لا يعرف الموقف المبدئي لحركة الإتجاه الاسلامي ، النهضة حاليا  حيث صرّح أحد مؤسسيها وهو حسن الغضباني سنة 1979 " ان نظام تعدد الأحزاب يعني الصراع بين أنماط من الفكر البشري ...غير منطقي وغير مقبول محادة الشرع الالهي باسم الحرية والديمقراطية وتعدد الأحزاب " (مجلة المعرفة عدد5 السنة الثالثة ص 11 )
وتصل بالسيد راشد الغنوشي ان يعتبر أنه " طالما ظلّت الأمة متطهرة كادحة في طريق الله ، لا عجب عندئذ أن تنظر بنور الله وأن تغدو رؤاها جزءا من النبوة ..." ( الحريات العامة ،ص 119)
و بلوغا لموقف قديم من الخلافة أو الامامة فان اعتماد مؤسس الحركة على قاعدة أصولية ترى ان ما يتم الواجب الا به فهو واجب يقول الغنوشي في كتابه الحريات العامة ( ص 90 ) " لقد ثبت أن علماء المسلمين وعقلائهم لم يساورهم في كل عصورهم ريب في ضرورة نصب الامام لإنفاذ الشريعة وخدمتها عملا بقاعدة أن ما لم يتم الواجب الا به فهو واجب " .
وبالتالي تبدو الخلافة السادسة التي بشر بها الجبالي من زلة لسان او رسالة تحسس ردود الفعل كما ترجمت في عدة تحليلات الى خطاب له عمق في تاريخ الحركة و تواصل ايديولوجي مع مبادئها السابقة كحركة اسلاموية ...
نشر الكترونيا 20 نوفمبر 2011
Partager cet article
Repost0
18 octobre 2011 2 18 /10 /octobre /2011 21:47
لماذا القطب القطب الديمقراطي الحداثي ؟
334832_283125578371247_229637013720104_1339526_319154774_o.jpg
اتفقت أربعة احزاب سياسية و خمس مبادرات لمستقلين لتاسيس القطب الديموقراطي الحداثي (الذي تم انشاوه يوم 31 ماي2011) للخوض في المعركة الانتخابية المقبلة يوم 23 أكتوبر عن طريق تقديم قوائم مشتركة و برنامج إنتخابي مشترك للناخبين و الناخبات في جميع الدوائر الانتخابية داخل وخارج البلاد.
هذا الاتلاف يستجيب إلى متطلبات تحالف كل قوى التقدم في الوقت التي تشهد فيه تونس مرحلة حاسمة من تاريخها و في الحين الذي يستعد فيه التونسيون لإنتخاب مجلس تاسيسي مهمته الأساسية كتابة دستور للبلاد يخدم الديمقراطية و يقطع قطعاً تاما مع النظام الإستبدادي الذي حكم بلادنا أكثر من 50 عاماً.
إن مكونات القطب مصممون على الكفاح من أجل الحفا ظ وتطوير مكتسبات المجتمع التونسي ذات طابع تقدمي وخاصةً المتعلقة بحقوق المراة و تطلعاتها في إكتساب حقوق جديدة من خلال المساواة الكاملة بين الرجل و المراة.
ماهي المبادي الأساسية للقطب؟
من " إعلان المبادي" الذي وقعته جميع مكونات القطب عند انشائه، يمكن أن نذكر:
1- التعلق بهوية الشعب التونسي وتراثه الثري و المتنوع بما في ذلك الجوانب النيرة للتراث العربي الاسلامي مع الانفتاح المستمر على الانجازات البشرية بما في ذلك النظام العالمي لحقوق الانسان.
2- الحاجة إلى بناء نظام سياسي ديمقراطي حداثي يضمن الحريات الفردية والعامة و يحدد الآليات التشريعية، القانونية و التنظيمية التي تحمي هذه الحريات و تضمن الممارسة الفعلية لها من قبل المواطنين.
3- الفصل الأساسي بين الدين و السياسة و الضمان الفعلي لحرية المعتقد و الحظر المطلق لإستخدام الفضاءات الدينية لاغراض سياسية أو حزبية.
4- صون و تعزيز الانجازات التقدمية المحرزة في بلادنا و لا سيما قانون الأحوال الشخصية و في الوقت نفسه رفع الحواجز القانونية و التنظيمية أو غيرها من الحواجز التي تعترض طريق المساواة الكاملة بين الرجل و المراة.
5- يجب أن يكون البعد الإجتماعي أولوية في جميع سياسات التنمية ولا سيما في المناطق المهمشة بحيث نتمكن من خفض نسبة البطالة بشكل تدريجي وضمان تنمية حقيقية: إقتصادية و إجتماعية و ثقافية و بيئية لكلٍ من مناطقنا و الأولوية للاقل حظاً حتى الأن.
6- إعادة تاهيل الثقافة و الفنون باعتبرها عاملاً أساسياً في أي سياسة تنموية وتعزيز الحوافز للامكانات الفنية و الفكرية و التقنية.
7- تكوين مؤسسة للسيطرة القانونية و الإدارية و التنظيمية لرصد الفساد و الإثراء الغير مشروع .
8- رفض كل الايديولوجيات التي تغذي العزلة والانغلاق والتعصب والتطرف والإقصاء والعنصرية والصهيونية و العنف وكل ما يعزز الأحكام المسبقة بين الناس و بين الشعوب.
ماهي مكونات القطب؟
- أربعة احزاب سياسية : حركة التجديد ، الحزب الإشتراكي اليساري ، طريق الوسط ، الحزب الجمهوري .

- خمس مبادرات مستقلة ؛ كفى تشتتاً إلى الأمام ، مبادرة المواطنة ، الإتلاف الوطني لمستقلي و مستقلات القطب ، رابطة المستقلين التقدميين ، من أجل قطب ديمقراطي تقدمي

Partager cet article
Repost0
22 septembre 2011 4 22 /09 /septembre /2011 13:04

ref_camps1948_1.jpgمن أجل حق الاجئين الفلسطينيين في العودة الى وطنهم الام

ref_1967_1.jpg

Partager cet article
Repost0
18 septembre 2011 7 18 /09 /septembre /2011 23:46

كثرة الدكاكين السياسية وكساد البضاعة الحزبية:

هدايا واموال عوض المشاريع والبرامج

محمد المناعي

لقد منت علينا ثورة 14 جانفي اضافة الى النعم التي لا تحصى ، اسهالا حزبيا وتكاثر الدكاكين السياسية المستنسخة بعضها من بعض يبيع معضمها بضاعة حزبية كاسدة ،متلونة ومختلفة الشكل متقاربة المضمون، فهي في النهاية  اما بضاعة تجاوزها الزمن و انتهت صلوحية استهلاكها بل و ترويجها على غرار التمترس الايديولوجي المغلق يمينا ويسارا وعلى غرار ادعاء الحكم باسم الله وباسم المقدس ،فهذه الجنة الفاضلة الموعودة التي يهبها الباعة لحرفائهم من الرفاق في شكل مجتمع يغيب فيه التمييز و التفاوت والتناحر الطبقي وتسوده العدالة الاجتماعية مع دكتاتورية البروليتاريا ، يقابلها جنة موعودة أخرى تباع للإخوة ( وطبعا ليس للأخوات لأنهن غير معنيات بالشأن العام ) ميزتها العدل والتآخي والتضامن في ظل سيادة القانون السماوي بتفويض مفتوح لقلة من الصفوة المنتقات من شيوخ الدين والسياسة ترعى العامة الدهماء و " كل راع مسؤول عن رعيته " ...

هذه البضاعة الكاسدة لقدمها قد تبدو أفضل حال من البضائع الحزبية التي بقيت على حالها الذي كانت عليه زمن الطغاة ،وكانت هي ذاتها أداة تقرب أصحابها من ولي النعمة والفضل ، لم يتغير منها غير الغلاف بتطعيم طفيف بكلمات اقتضتها المرحلة من قبيل " مطالب ثورة الكرامة " و " الشعب يريد " وغيرها ، هذه الدكاكين الفها المواطن يتمسح أصحابها على اعتاب السلطة يلمّعون صورتها المشوهة و يلتقطون فتات موائدها ... اليوم وقد هجرها حتى أصحابها لم تعد تنطلي ممارساتها على ابسط البسطاء من المتابعين وغير المتابعين للشأن السياسي.

بينما تبدو فقاقيع سياسية جديدة كالباعة المتجولين لا محل ولا عنوان... ولا برنامج، تبحث عن هوية لنفسها و عن تحالف يقدم لها ما يمكن ان تعتاش منه بعد أن سحب بساط التمويل العمومي الذي قدمت معظم التراخيص من اجله...في مقابل هذا كله أحزاب مناضلة تعمل بنضج تقاوم ألامبالاة وغياب الوعي السياسي والحشد والتوظيف الايديولوجي ،تحافظ على مسافة بين المقدس والسياسة ،تستقي برامجها من مرجعية  العقل والعلم ومن استقراء الواقع ، تعتبر ان قوتها في مناضليها ومشروعها لا في المال والاستمالة .

في الأثناء يلفت الانتباه الى جانب التكاثر الحزبي طفولية في الممارسة السياسية وفي الإقدام على العمل السياسي ، تتجلّى في الخلط بين العمل الجمعياتي والعمل الحزبي وعدم ادراك الفرق ،فهذا حزب لرعاية ودعم الثقافة وذاك حزب تنموي بالأساس والأخر لنشر الخلق الحسن و اعادة الناس للطريق المستقيم و نفس الحزب لمساعدة المعوزين والفقراء. في خلط عشوائي و تخبط في الممارسة السياسية تتمظهر ايضا في مستوى الخطاب حيث لا تزال طبقة عريضة من الطيف السياسي لا تجد حاجزا بين الاعتدال والاّمبالاة وبين الاستقلالية والاستقالة و بين المساعدة والتوظيف و بين النقد و السباب ...وفوق ذلك انبرت بعض الأحزاب السياسية تحشد الأتباع بعقلية استغباء واستغفال المواطن مستعملة ممارسات دنيئة بالمعنى السياسي حيث لا ترى في المواطن سوى رقم بطاقة تعريف وطنية وصوت يوم الانتخاب ومن أجل ذلك يوزع بعضها " الكسكروتات" و يوزع بعضها الأخر الأموال و يوزع آخرون هواتف جوالة و علب محشوة ب" المقرونة والطماطم والزيت " ألصق عليها شعار الحزب ويوزعون حتى الموز على المواطنين مذكرين اياه ان تلك اللقمة وذاك الرغيف من فضل حزب حركة كذا...ويتدافع الناس في بعض المدن على مخازن احد الأحزاب التي ظهرت " توّه" لنيل نصيب من المواد الغذائية المتوفرة ...واعتصم الناس امام مقر حزب سياسي وعدهم بالمساعدة ولم يوفي بوعده...في حين دفعت الحماسة والشراهة السياسية في كسب الناخبين طرفا سياسيا بأن نظّم زواجا جماعيا و سدد عوض المواطن فواتير الماء والكهرباء ...هذه الممارسات وغيرها تجد لها مكانا في غياب السياسي الناضج الذي يملك مشروعا سياسيا وبديلا لواقع المواطن الذي يعاني من عدة مشاغل لا حصر لها  ومشاكل هيكلية ومزمنة لن تكون علب المواد الغذائية لتحلها بل ربما تعمقها ... ذلك ان المتاجرة بخصاصة وفقر الناس وقلة وعيهم  وتوظيفه للقيام بحملة انتخابية لهو استهتار بكرامة الناس وعدم احترام للذات البشرية و دليل قاطع على غياب إما للبرنامج الواضح او لأخلاقيات العمل السياسي أو للاثنين معا. فهذه الأحزاب التي ترى في العمل السياسي ضخ لأموال مشبوهة المصادر و ترى في المواطن مجرد صوت انتخابي يمكن ان يختار طرف دون اخر بناءا على حجم العلبة ومحتواها وهذا الانتخاب بمقابل هو ضرب من الدعارة السياسية التي لا تسمح بعلو صوت البرامج والمشاريع والخطاب السياسي الواقعي الذي يفصل العمل الانساني  عن الحملات الانتخابية ويحترم الانسان في ذاته كإنسان له كرامة وموقف، ويلتزم بمهام الحزب السياسي في تأطير المواطن سياسيا ودفعه للمشاركة في الشأن العام وتقديم طروحات وبدائل لإصلاح الواقع وتعديله...

 في هذا الاطار توجهت بعض الأطراف السياسية على غرار حركة التجديد الى المواطن لبيته ولعمله لا لتقديم العلب والهدايا  بل لتسأله عن مشاغله و مشاغل المنطقة التي ينتمي اليها وليقترح بدائل و يستمع لخطاب راق ومبسط لنشر الوعي السياسي و تكريس القدرة على التمييز والاختيار ووضع اللبنة الأولى في بناء المواطنة و للتعرف على مشروع الحزب دون اي ضغوط او مغازلة للمشاعر او استدراج بالمال او بالهدايا المسيّسة ...معولة على مناضليها الذين لا يمتلكون غير مشروع صادق وعزيمة على العمل الميداني في الأحياء الشعبية والأسواق واينما وجد المواطن مع ثقة كبيرة في قدرة هذا الشعب الذي اسقط دكتاتورية من أعتى الدكتاتوريات على استقراء الواقع وطرح المشاغل و اختيار المشروع والبديل الأنسب دون استمالات غرائزية ولا اشتراء ذمم ، هذه التجارة التي تحظر بقوة كلما غاب الصدق في الممارسة السياسية و المشروع ليتأكد الفرق الشاسع بين الأحزاب السياسية ذات المشاريع الجدية والدكاكين الحزبية ذات البضاعة الكاسدة .

 

 

 

 

 

 

Partager cet article
Repost0
18 septembre 2011 7 18 /09 /septembre /2011 23:40

تحية الى روح الرفيق محمد حرمل ...الذي فقدناه اليوم 18 سبتمبر 2011

1_aaaharmal.jpg

فقد اليسار التونسي و اسرة حركة التجديد اليوم الرفيق المناضل محمد حرمل الذي توفي بعد مسيرة نضالية ضد دكتاتورية بورقيبة و بن علي ...ناضل في صفوف الحزب الشيوعي التونسي خلال فترة السرية وساهم في اعادة النشاط للحزب بداية الثمانينات ...ساهم في المراجعة الفكرية التي فتحت في الحزب الشيوعي التونسي و التي افرزت نشأة حركة التجديد كحزب تقدمي ديمقراطي وفي لقيم العدالة الاجتماعية و الانحياز للفئات المهمشة و العمال والفلاحين و الجهات المحرومة و طامحة في بناء مجتمع عصري وثقافة تقدمية حداثية ...أسس محمد حرمل جريدة الطريق الجديد أصبح منذ مؤتمر 2007 الرئيس الشرفي للحركة بعد انتخاب الرفيق أحمد ابراهيم أمينا أولا ...لم يحظى محمد حرمل كمناضل يساري باعتراف بما قدمه للأسرة التقدمية وهو حيا فنتمنى لأسرته الصبر على فقدان العزيز عليهم وعلينا الرفيق محمد حرمل و نرجو ان ينصف التاريخ رموز اليسار التونسي ومن بينهم محمد حرمل ...تحية الى روحه الزكية و كل المواساة لأهله

Partager cet article
Repost0
11 septembre 2011 7 11 /09 /septembre /2011 21:34

 

 

الملتقى التكويني لشباب التجديد بالشابة : برنامج ثري و مناسبة للحوار والتواصل

محمد المناعي

317060_245492832159902_172232316152621_698749_339244206_n.jpg


عرفت حركة التجديد منذ14 جانفي توسعا في قواعدها الشبابية التي دعمت الحركة بكفاءات شابة من جميع مناطق الجمهورية، تربطها جملة المبادئ والقيم التي تجمع مناضلي التجديد واستفادة من المناخ الديمقراطي الداخلي الذي يترك المجال مفتوحا للمبادرات الشبابية الهادفة مما يجعل عملية الاندماج وتبادل الخبرات عملا يوميا متواصلا ... وانطلاقا من الوعي بضرورة دعم الاتصال والتنسيق بين شباب مختلف الجهات تم تنظيم الملتقى التكويني لشباب التجديد أيام 3 و 4 و 5 سبتمبر بمركز التربصات بمدينة الشابة ...كانت مناسبة للإلتقاء والتعارف بين حوالي 90 شابا من مختلف الجهات يجمعهم المشروع الحداثي للحركة والرغبة في التكوّن استعدادا للإستحقاقات الانتخابية المقبلة و للمستقبل السياسي عموما لكل شاب

307022_2349048968251_1310906385_32770068_2634006_n.jpg .

مثل الملتقى تجربة متكاملة شبابية خالصة على مستوى التنظيم والتأطير والمشاركة حيث تطوعت مجموعة من الشبان للإحاطة بالمتكونين والاشراف على جميع مراحل الملتقى انطلاقا من صياغة البرنامج و ضبط التمويل وصولا للتنظيم على عين المكان وكانت مناسبة لإختبار مدى الجدية في التعامل مع الفئات الشابة ومنحها الثقة الكافية للنشاط بقدر من الاستقلالية كما كانت مناسبة لإختبار قدرة شباب الحركة على تحمل المسؤولية و تحقيق الاضافة

294615_245493142159871_172232316152621_698760_1942276196_n.jpg .

من بين الاهداف التي دفعت لتنظيم هذا الملتقى هو رغبة شريحة واسعة من شباب الحركة في تلقي تكوينا فضلا عن محاولة ايجاد فرص للحوار المباشر بين شباب الجهات من ناحية وبين الشباب و قيادة الحركة من ناحية أخرى و الانطلاق في مشروع بعث هيكل شبابي يسهر على التأطير والتنظيم الشبابي. انطلقت الدورة التكوينية بكلمة ترحيب فرع حركة التجديد بالشابة تلتها كلمة الافتتاح قدمها الأستاذ انور بن نوة عضو الهيئة السياسية للحركة كما قدمت لجنة التظيم عرضا لابرز اهداف البرنامج و محتواه الذي تمحور حول ثلاثة منطلقات اساسية تبدو ضرورية في العمل اليومي للشاب اولها وابرزها مسألة التنظيم والتنسيق التي تعتبر الإطار الضروري لنجاح وتفعيل بقية الانشطة ومن  هنا كانت مداخلة الاستاذ انور بن نوة حول طرق التنظيم الشبابي و اهميته و خاصة دعم السياسة الشبابية للحركة وادماج الشباب في الهيكلة العامة للحزب وتطرق الى ضرورة بعث خلايا شبابية في الجهات والتنسيق على مستوى وطني تمهيدا لبعث منظمة شبابية مهيكلة ،كما أشار في مداخلته الى ضرورة انخراط شباب الحركة في جميع التنظيمات النقابية والجمعياتية والثقافية على المستوى المحلي والجهوي والوطني وجعل النشاط السياسي نشاطا اجتماعيا يوميا مستمرا  تلت هذه المداخلة  محاضرة لأستاذ علم الاجتماع عبد الستار السحباني حول تقنيات التواصل انتهت بحوار ثري بين الحضور حول المداخلتين وكانت فرصة لمزيد التعارف و تبادل الخبرات في التظيم على مستوى الفروع و الاطلاع على التجارب الناجحة قصد تعميمها

307790_245493068826545_172232316152621_698757_1206405502_n.jpg .

تضمن البرنامج اضافة الى المسألة التنظيمية محور التكوين السياسي الهادف لدعم أرضية المعارف لدى الشاب في ما يخص تاريخ الحركة و اهم المفاصل والمحطات النضالية التي مرت بها اضافة الى منطلقات الحركة الفكرية وملامحها السياسية وابرز المبادئ التي تميز الحركة عن غيرها من الطيف السياسي في البلاد  فضلا عن الملامح التنظيمية و الهياكل المكونة للحركة.  كانت المداخلة على لسان الرفيق الأمين الاول احمد ابراهيم الذي اشار الى نشاة الحركة وجذورها المتصلة بالحزب الشيوعي التونسي وتاريخه النضالي الثري على غرار  المشاركة في الحركة الوطنية وفي تاسيس التنظيمات النقابية الأولى و المنشورات الصحفية الحزبية والمساهمة في المجلس التأسيسي الأول و الدفع نحو توجه تقدمي عقلاني في صياغة ملامح الدولة التونسية الحديثة كما تطرق في مداخلته لولادة حركة التجديد وارتكازها على مشروع يقطع مع الجمود الإيديولوجي و الانفتاح على التيارات الفكرية المتنوعة التي تشترك في نظرة تقدمية حداثية في السياسة والثقافة والمجتمع  اتخذت خيار تجميع كل القوى المؤمنة بالحرية والديمقراطية والتقدم حول مشروع موحد خاصة على اثر مؤتمر 2007 و انطلاقا من التجربة الائتلافية  2004 و 2009 وصولا الى تجربة القطب الديمقراطي الحداثي بما يكشف مدى التزام حركة التجديد ومناضليها بالمشروع الاصلاحي المجتمعي الشامل و محاولة تكريس ممارسة سياسية تقطع مع الشخصنة والزعاماتية و الانغلاق ...ودار حوار طرح فيه المشاركون تسائلاتهم حول علاقة الحركة بالمكونات السياسية و البدائل التي تطرحها الحركة للواقع السياسي والاقتصادي المتعثر

300302_2349108249733_1310906385_32770120_4641721_n.jpg ...

وفي مداخلته حول مشروع الدستور كان للأستاذ سمير الطيب عضو امانة حركة التجديد طرحا معمقا لمشروع الدستور حيث بين ان الدستورالذي نريده ديمقراطيا ، يضمن المساواة في الحقوق وامام القانون ويكفل السيادة للشعب كما نريده دستورا اجتماعيا يضمن الكرامة الاجتماعية و جملة الحقوق الضامنة لمطلب الكرامة الذي كان مطلب الثورة بامتياز خاصة حق الشغل هذا فضلا على اننا نريده دستورا مواطنيا يمكن المواطن من المشاركة الواسعة في الحياة السياسية والادارية ،كما تطرق لجملة الضمانات الديمقراطية الكفيلة بارساء نظام تسوده علوية القانون و النظام السياسي الذي ندافع عنه والذي يضمن الفصل والتوازن بين السلطات واستقلالية القضاء ... انتهت المداخلة بحوار معمق حول تفاصيل مشروع الحركة لدستور تونس ما بعد ثورة 14 جانفي

331871_2349103369611_1310906385_32770117_2816190_o-1-.jpg  .

وفي إطار دعم إمكانات شباب الحركة في العمل الميداني والاتصال المباشر بالمواطنين سواء في اطار برنامج دار دار والاطلاع على مشاغل المواطن او في اطار توزيع المناشير والمطويات في جميع الأماكن والتجمعات التي يتردد عليها المواطن كالأسواق والمحطات والمقاهي ...، قدم يوسف فرحات مداخلة ممتازة منطلقة من تجربة عمل ميداني شملت مناطق مختلفة من الجمهورية و تطرق الى الأنشطة العملية الممكنة التي تساهم في الاتصال بالمواطن وتبليغ مشروع الحركة بتقنيات مختلفة ومرنة  أخذا بعين الاعتبار خصوصية الجهة و مستوى الفئة المستهدفة كما طرحت تسائلات حول الصعوبات التي يمكن ان تعترض الشاب أثناء تدخله في الميدان و مراحل العمل وأهدافه و المراوحة بين مختلف الطرق. ونظرا لأهمية الوسائط الإعلامية في دعم العمل السياسي و في تبليغ المعلومة لشريحة واسعة من مستعملي المواقع الاجتماعية و المدونات والمواقع الالكترونية قدمت مية إبراهيم حصة تكوينية حول توظيف الإعلامية في العمل السياسي اليومي للشاب بشكل فاعل خاصة باستهداف الشريحة الشبابية الأكثر حضورا على شبكة الانترانت والمواقع الاجتماعية  .

اختتمت السهرة بعرض مسرحي للشاب التجديدي وليد العياري تفاعل معها الحضور وعبرت عن وجه أخر للشباب التجديدي الا وهو وجه السياسي – المبدع

296825_245493332159852_172232316152621_698768_1305570154_n.jpg.

مثل الملتقى التكويني لشباب التجديد بداية لبرنامج متواصل جدي من اجل دعم قدرات الفئات الشابة على القيام بدور السياسي الميداني المتصل بهموم الناس ومشاغلهم القادر على النفاذ إلى محيطه والتأثير الايجابي فيه و الحامل لقيم الديمقراطية والتقدم المدافع عن الحرية والعدالة الاجتماعية انطلاقا من ممارساته في محيطه الضيق وصولا الى خطابه السياسي ،و بناء مشروع رجل سياسة يقضي على الصورة التقليدية النمطية المتعالية وتكريس صورة السياسي – المواطن الحامل لمشروع سياسي و مجتمعي والمتسلح بمجموعة من المؤهلات والأدوات التي تيسر له عملية التواصل وتحقيق أهدافه...

 في النهاية تحية خاصة لشباب حركة التجديد فرع الشابة على حسن الاستقبال والمساهمة الفاعلة في انجاح الملتقى ليمثل انطلاقة مشجعة لمواصلة العمل باكثر جدية

293337_2349147890724_1310906385_32770165_6171448_n.jpg

316301_2351337985475_1310906385_32772482_823152037_n.jpg

299610_245493268826525_172232316152621_698765_168102462_n-1.jpg

310595_245493238826528_172232316152621_698764_1238-copie-1.jpg



.

 

Partager cet article
Repost0
13 août 2011 6 13 /08 /août /2011 19:57

المرأة التونسية في عيدها : الثورة فتحت أفاق التحرر لكنها أيضا طرحت تحديات جديدة

jamahirtunis1_1032520_1_34.jpg

تحية للمرأة التونسية في عيدها ، 55 سنة من التشريعات ومسيرة حوالي قرن من النضال من اجل الحرية والمساواة خاضتها المرأة مع الرجل و كان العدو الأكبر هو التخلف والجهل والأمية و فكرة الدونية في ذهن المراة والرجل على حد سواء لكن المراة تحدت نظرة مجتمع شرقي منغلق لتبرهن على حقها في المساواة بعملها ونضاليتها فهي   

التونسية التي وقفت جنبا الى جنب مع الرجل ابان الحركة الوطنية حامية له وسندا بل ومساعدا لتحرير ارض تونس من براثن الاستعمار ..هي التي خاضت معركة الاستقلال وساهمت في ارساء دعائم الدولة الحديثة .

 هي الأم الريفية التي رعت ابنائها و زرعت فيهم حب الوطن والتشبّث بالأرض و هي التي حرمت من التعليم تسهر الليالي الطوال تحنو على ابنائها وتحلم معهم بمستقبل افضل من حاضرها التعيس .

هي المرأة في الحقل تحرث وتزرع وتحصد و توفر القوت لشعب يطمح ليكون سيد نفسه ...

هي الحرفية في بيتها وورشتها تصنع يداها من أديم الأرض و من حلفاء السباسب وسعف نخيل الجنوب ما يشهد على فطنتها ومهارتها وأصالتها ...

هي المرأة في المصنع تشقى و تتحمل عبئ  الساعات الطوال والأجر الزهيد والاستغلال لتعول اسرتها و تحقق ذاتها ...

هي التلميذة والطالبة في الجامعة تقدم كل يوما درسا لشعوب الأرض بان المراة ليست اقل فطنة او ذكاءا ، درس في المساواة و صفعة لقوى الردة الحضارية ...

هي المدرّسة في اقاصي الأرياف تخط على سبورة بالية أحلاما تترسخ في ذهن ابنائنا تزرع بذور حب الوطن و بذور الفطنة و إعمال العقل، تخط في الصفحات البيضاء لقاحا ضد الجذب للوراء والعدمية و الظلامية ، تنشر النور في اركان مخيلة الناشئة  ...

هي المناضلة التي لا تنحني للظلم والقهر والدكتاتورية ترسم مع كل كلمة وفكرة وابداع مستقبل اجمل لوطنها .

هي المرأة التي خرجت مع ابنها وزوجها دفاعا عن حق ابنائها في رغيف الخبز سنة 1984 وهي التي خرجت لتقول لا للمحاباة لا للنهب لا للمحسوبية لا للتهميش سنة 2008 وهي التي خرجت من اجل الحرية والكرامة وقدمت ابنها وزوجها واخاها  شهداء فداءا لوطن عانى  ويلات الظلم والدكتاتورية ، هي التي علا صوتها فوق صوت الرصاص في شوارع سيدي بوزيد و تالة و القصرين و في شارع الحبيب بورقيبة ،هي التي ابهرت العالم بثورة على الاستبداد وهي اليوم تبني مع الرجل تونس ديمقراطية حداثية لها وللرجل فيها حظ على قدم المساواة تؤسس مستقبلها ومستقبل ابنائها لعقود قادمة .

هي المراة التونسية التي تأبى أن تكون في مرتبة دونية تفخر ان يكون لها تشريعا بحجم مجلة الأحوال الشخصية التي كانت فاتحة نضال نسوي لتكريس القيم الانسانية في المساواة والحرية و الكرامة هي اليوم برصيد تشريعي حداثي تكرس تدريجيا رغم طغيان انظمة الحكم السابقة وتضييقها على المراة والرجل على حد سواء ..

غير ان هذه التشريعات تضل بين رفوف المجلات القانونية ما لم يصاحبها ثورة على التصورات السائدة وفي النظرة الدونية للمراة انطلاقا من نظرتها لنفسها بلوغا لنظرة الرجل والتي تعيد انتاج المجتمع الذكوري بكل ما فيه من امتهان للمراة واستهانة بقدراتها وهو ما يفتح الباب واسعا أمام مد من الأفكار القروسطية التي عادت لتلوث على المراة صفو حريتها ترى فيها عورة كلها وكائنا معطل الارادة مسلوب الاستقلالية تابعا بالضرورة ...هي النظرة التي لا تتفق مع كل شرائع الأرض الوضعية منها والسماوية ...تحفّز المراة من جديد لتخوض معركة انسانيتها ووجودها بعد ان كانت معاركها لإثبات ذاتها ولرفع الجهل والأمية والفارق ان معركتها اليوم لا مجال فيها للتهاون او التراجع مدعومة من كل نفس عقلاني مستنير في المجتمع.

المراة التونسية اليوم في حاجة لتنظر لنفسها نظرة ثقة اكثر فلن تكون مجرد اداة منزلية للإنجاب و أمة من اماء الرجل ومجرد جسد عورة للتنفيس عن لذات مكبوتة . كذلك لن تكون مغتربة منبتّة عن هويتها وارثها وطبيعة مجتمعها ولن تكون فوق ذلك سلعة رخيصة في اسواق الراسمالية المتوحشة التي لا ترى فيها سوى جسد جميل يحقق فائض القيمة . بل هي المراة التونسية المتصالحة مع ذاتها ومع هويتها أصيلة في تشبثها بالقيم الحضارية لمجتمعها منفتحة على محيطها دون عقد نقص لا ترى تناقضا بين حريتها و التزامها تعمل باستمرار من اجل مساواة كاملة مع الرجل ورفع كل اشكال التمييز في الحقوق السياسية والإقتصادية والثقافية و تكريس مواطنتها كامرأة فاعلة ،مشاركة ،منتجة ،مبدعة ،مسؤولة و حرة .   

محمد المناعي


  

_113838_tunisia_women22.jpg

Partager cet article
Repost0
31 juillet 2011 7 31 /07 /juillet /2011 12:10

شباب حركة التجديد يصغي لمشاغل مواطني مدينتي سوسة وصفاقس

الشاغل الأمني ودعم السياحة والتجهيزات في مقدمة الاهتمامات

251656_2262991223821_1519686764_32505503_3559631_n.jpg 

نظمت مجموعة شبابية من حركة التجديد زيارة لمدينتي سوسة وصفاقس يومي 23 و 24 جويلية في اطار عملها الميداني المتواصل الذي يستهدف الإتصال المباشر بالمواطن والاصغاء لمشاغله و تحفيزه على المشاركة في الحياة السياسية والشان العام و تذكيره بضرورة التسجيل في القائمات الانتخابية .

هذا العمل الميداني ينبع من ارادة الشباب التجديدي للانخراط في مشاغل الناس ومعاينتها في الواقع وضبط مقترحات المواطن وتشريكه في البحث عن حلول و توجيهه وتوعيته بضرورة المشاركة على مستوى محلي وجهوي ووطني و في ذات الوقت تجاوز اساليب التعامل الفوقي مع مشاغل الناس والحلول الجاهزة مسبقا والتي اثبت تطبيقها انها مسقطة لتغييبها المواطن صاحب الشان في صياغتها .

وبالوقوف على مشاغل المواطنين بالمدينتين تبين جليا أن تنمية عادلة وشاملة لابد ان يكون لهذه المناطق منها نصيب رغم توجه الخطاب العام نحو التركيز على المناطق الداخلية ... فسوسة و صفاقس مثالا للمدن الساحلية التونسية التي تعتبر محظوظة لكنها تحملت عبئ اختلال جهوي وتنمية غير عادلة بين الأقاليم ويتجلى ذلك في الضغط المستمر على امكاناتها الاقتصادية التشغيلية والانتاجية فقد أفرز تهميش المناطق الداخلية موجات هجرة لليد العاملة نحو سوسة وصفاقس و تكون حزام حضري فوضوي يفتقر لبنية تحتية من طرقات و انارة و تطهير و دمّر الظهير الفلاحي الأكثر انتاجية المحيط بالمدينتين خاصة غراسات الزياتين ... هذا التوسع غير المنظم أضرّ بالبيئة الحضرية و خلق توتر اجتماعي عبر عنه مواطنو مدينة صفاقس حيث تمحورت ملاحظاتهم حول دعم الأمن داخل الأحياء و هو نفس الشاغل الذي اشار له عديد مواطني مدينة سوسة في اطار ربط الجانب الأمني بالسياحة التي عرفت تراجعا خلال هذا الموسم وتراجعت معها القطاعات الساندة التي توفر مواطن شغل اضافية للوافدين على المدينة .

وبالرغم من عدم طرح مشكل التشغيل بحدة  من طرف مواطني المدينتين بالستثناء بعض الأحياء الطرفية الا ان مشاغل أخرى تبقى مطروحة على غرار النقص الواضح في التجهيزات الترفيهية بمدينة صفاقس و التي كانت من ابرز مطالب الفئات الشابة التي شملها العمل الميداني ... كما تطرح اشكالية علاقة المواطن بالسلط المحلية خاصة البلدية و التقصير الفادح في العناية بنظافة الأحياء وجمالية المدينة خاصة وان القطاع السياحي يعتبر المحرك الأساسي لإقتصاد مدينة سوسة ،وبالعتبار التواجد المكثف للتونسيين الوافدين من اوروبا أشار بعض المواطنين الى نقص المعلومة حول التسجيل في القائمات الانتخابية للجالية التونسية باوروبا و خاصة تم طرح اشكالية تدريس اللغة العربية في المهجر والتي هيمنت عليها مدارس شرقية تلقن برامج موجهة لا تتلائم وحاجيات الطفل التونسي والشخصية التونسية المعتدلة والمتسامحة ... هذا وقد عبر عدد كبير من سكان المدينتين عن مشاغل وطنية ذات علاقة بالاستحقاق الانتخابي القادم و ضرورة ايجاد توافق وطني يضمن الانتقال الديمقراطي و الاستقرار وتدارك الوضع الاقتصادي الذي يشهد تراجعا في معظم القطاعات خاصة السياحة وعبر أغلب المواطنين الذين شملهم التدخل عن نيتهم التسجيل في القائمات الانتخابية و المشاركة في الانتخابات بعد بلورة فكرة واضحة عن مشاريع الأحزاب السياسية و ثمنوا مبادرة حركة التجديد بانخراطها في مشاغل الشعب وتشريك المواطن في صياغة البدائل والحلول وتحفيزه على المشاركة في الشأن العام ودفاعها عن المكاسب الحداثية لتونس .

محمد المناعي

نشر بالطريق الجديد

 

 

285282_1804304439069_1583631241_1381789_5311555_n.jpg223734_2265617209469_1519686764_32510734_6092207_n.jpg216644_2265606569203_1519686764_32510679_8198334_n.jpg

Partager cet article
Repost0

Présentation استقبال

  • : Manai Mohamed
  • : مدونة فكرية منفتحة على الواقع اليومي المعاش ... من أجل ثقافة أكثر عقلانية
  • Contact

Recherche بحث

Liens روابط